نجحت شركة نورثروب غرومان الدفاعية الأميركية في إثارة اهتمام الحليف والغريم بقاذفتها الجديدة بي-21، التي سيتم إحلالها تدريجيا محل جميع القاذفات الاستراتيجية (الكلمة تعني هنا اليد الطولى خارج الحدود) بحلول عام 2050.

القاذفة سوف تحلق بكامل قدراتها في عام 2030، وحتى ذلك الحين فإن قدرة الولايات المتحدة على استنفار جهود القصف الجوي المكثف تراوح مستوى تحليق 15 قاذفة ثقيلة في وقت واحد فقط، وهذا غطاء جو - أرض يجري العمل حاليا على تحصينه وطنيا وبمعية الحلفاء، في مقابل جهود حثيثة لصنع مضاداته من قبل المجاميع الصناعية العسكرية المنافسة.

الاستخبارات العسكرية في كبرى الدول الحليفة للولايات المتحدة سوف تسعى لكسب استضافة قاذفة أو أكثر إن أمكن لغرض تضخيم إسقاط القوة على محيطيها الصديق والمناوئ في آن واحد. في المقابل، سيتابع غرماء البنتاغون أي تصريح وتعداد يخص مواعيد التجارب ونشرات الترويج وقدرات العتاد والأنظمة وإن لم تُذكر بالإسم.

هذه القاذفة ستكون من الجيل السادس الناشئ، والأولى التي تعطى الأولوية في تصنيعها لبرامج الحواسيب المتقدمة لتدرس الخيارات المثلى لتسريع وتيرة الإنتاج دون فقدان جودته، وهي طفرة لها بالمقابل حواسيب خارقة لدى الدول المنافسة لاستقراء واستشراف انسيابية التحليق وانعكاس الأشعة المحتمل بناءً على التصميم المعروض، ومدى المعرفة المتوفرة عن الطلاء والترددات المضادة للرادارات، والمزايا التسويقية للعتاد المزودة به وأثره الهجومي بهدف استباق المزايا بمزايا دفاعية مضادة.

تذكر قائمة المواصفات المعلنة أن هذه القاذفة مجهزة للتحليق لمسافات طويلة جدا تنتفي معاها الحاجة لاستيداعها في قواعد حليفة لتكون أقرب إلى الجبهات المحتملة أو لتهبط في قواعد ما وراء البحار للتجهيز اللوجستي، كما تصفها قائمة الشركة المصنعة بأنها مجزأة ليسهل استبدال قطع منها بأخرى متطورة مع تقدم العلم والحاجة إلى مزايا هجومية ودفاعية أخرى. المهم في الأمر ألا تتضمن مستقبلا مكونات من أسواق ومصادر منافسة تشكل خطرا لوجستيا وأمنيا على القاذفة، كحال المقاتلة إف-35.

القاذفة تشارك القواعد ومراكز القرار بياناتها وتلج إلى الخوادم السحابية، ومقابل كل حاسوب كمي يتفاعل معها يوجد نظير "غير صديق" يسعى لاختراق تشفيرات التواصل لمعرفة الأهداف ومسار العمليات. إلى جانب ذلك، يبقى خطر تطور رادار مضاد أو قمر صناعي كمي يقرأ حركة القاذفة، أو سلاح كهرومغناطيسي أكثر قدرة على تجاوز تحصينات القاذفة وإطفاء محركاتها وطاقتها واتصالاتها في كبد السماء.

شخصيا سعدت بإنجاز نورثروب غرومان لأنها من أصغر الشركات الكبرى المبتكرة في التصنيع العسكري، ولأن معدل الإبداع فيها بالمقارنة مع كبريات الشركات يجعل من نصيب الفرد في الإبداع كبيرا جدا، خاصة مع ما يعتري بعض الآراء الخبيرة في القوات الجوية الأمريكية من ندم لعدم اختيار تصميم الشركة للمقاتلة إف-23 بدلا من إف-22 التي يراد تجاوزها هي الأخرى واعتماد تصميم أفضل.

يبقى أن ننتظر مفاجآت مقبلة من العتاد متعدد الجنسيات، نرجو أن يكون من بينها ما يصنع في بلادنا.