تم طرح شركة "تويتر" للاكتتاب العام في عام 2013، لكن إيلون ماسك جعلها خاصة بعد استحواذه على المنصة يوم الجمعة، فماذا يعني ذلك بالنسبة للمستخدمين وموقع التواصل الاجتماعي؟
بعد الإعلان على صفقة الاستحواذ التي بلغت قيمتها 44 مليار دولار، ذكرت تقارير إعلامية أن ماسك كان قد طلب المشورة من مايكل ديل في عام 2018، عندما كان يخطط لاقتناص شركة "تسلا".
ووفق تقرير صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن سبب اختيار ماسك لديل يعود لتجربة الأخير بالاستحواذ على شركة الكمبيوترات التي تحمل اسمه سنة 2013، حيث كانت الاستشارة تتمحور حول العملية بشكل عام، وأفضل المحامين الذين يمكن الاستعانة بهم في مثل هذه الصفقات "المليارية" المعقدة.
وحذر ديل ماسك وقتها بأن مثل هذه الصفقات معقدة للغاية، إلا أنه رغم ذلك سعيد بالنتائج التي حصل عليها خلال تجربته مع شركة الكمبيوترات.
ورغم عدم نجاح ماسك في جعل "تسلا" شركة خاصة، إلا أنه تمكّن من انتزاع أسهم "تويتر"، وكفّ يد المساهمين العامين عنها.
وهنا يُطرح السؤال: ما الذي سيجنيه ماسك من تحويل "تويتر" لشركة خاصة، وما هي المزايا التي سيتمتع بها بفضل هذه الخطوة؟
خلافا للشركات المتداولة علنا، لا يتعين على الشركات المملوكة للقطاع الخاص تقديم إفصاحات عامة ربع سنوية حول أدائها المالي.
كذلك فإن الشركات الخاصة تخضع لتدقيق تنظيمي أقل، هذا فضلا عن رقابة أكثر إحكاما من قبل المالك، وهو الملياردير ماسك في حالة "تويتر".
وبفضل ذلك سيكون ماسك قادرا على تعديل قواعد محتوى المنصة، وأمورها المالية وأولوياتها، دون الحاجة إلى مراعاة مخاوف المستثمرين، والخوض في معارك معهم بشأن أي تغييرات مستقبلية.
ورغم أنه لم يتم الإفصاح حتى الآن عن خطة ماسك المستقبلية لـ"تويتر"، إلا أنه من المؤكد أن الملياردير يرتب لأمور غير متوقعة كما جرت العادة مع مشاريعه، وهو ما بدى جليا من طرده لعدد من كبار المدراء التنفيذيين عقب الاستحواذ على المنصة فورا.
قد تكون أفضل خطة لماسك لتحويل "تويتر" لشركة خاصة وإحكام قبضته عليها، دمجها مع "إكس هولدينغز"، وهي كيان مؤسسي أنشأه في ولاية ديلاوير، ليقوم من خلاله بشراء أسهم المنصة، وبالتالي يصبح "الطائر الأزرق" في قبضة الـ"تكنو كينغ" الجديد.
ولمن يتساءل عن مصير أسهم "تويتر"، فإنها ستحذف من بورصة نيويورك، ولن يتم تداولها في الأسواق العامة ابتداء من الشهر القادم، حيث وافق مساهمو المنصة في سبتمبر على بيع الشركة لماسك مقابل 54.20 دولارا للسهم الواحد، وهو مبلغ مضمون سيكون في جيوب المستثمرين.
وعلى المستوى الإداري، فمن المرجح أن يتم حل مجلس إدارة "تويتر"، وتعيين ماسك لطاقم جديد من دائرته التي ساندته في صفقة الاستحواذ، ستكون مهمتها الأولى الإشراف على تحوّل المنصة لشركة خاصة.
وبالنسبة للموظفين البالغ عددهم وفق تقديرات 7500، فمن غير الواضح كيف سيتعامل ماسك معهم وخصوصا أن عددا منهم قد يكون حصل على خيار تملك الأسهم، لذا يرجح أن يعطوا سيولة نقدية لقاء أسهمهم، على أن تتحول الدفعات اللاحقة لهم لمكافآت نقدية.
وعلى صعيد الضغوط المالية التي ستواجه "تويتر" كشركة خاصة، فهناك البنوك التي أقرضت ماسك 12.5 مليار دولار لإتمام صفقة الاستحواذ، إلى جانب تقديرات بحوالي 7.1 مليار دولار من مستثمري الأسهم الذين سيضغطون لاسترداد استثماراتهم.
وإلى جانب التحديات المالية، تبرز ملفات عديدة سيتوجب على فريق ماسك مواجهتها كزيادة العائدات الإعلانية من المنصة، المرهونة بتغيير عقلية الملياردير الذي يصفه كثيرون بداعمي الخطاب التحريضي.
سيتوجب على ماسك أيضا التعامل بجدية مع مخاوف الحكومة الأميركية المتمثلة بملف الخصوصية، والعمل على تشفير الرسائل، واتخاذ خطوات جدية في هذا الاتجاه.
من المؤكد أن ماسك من الشخصيات التي تتسم بالغموض عندما يدور الحديث عن مشاريعه، إلا أننا لا نستطيع أن ننكر كونه رائد أعمال من العيار الثقيل الذي يحمل في جيبه حلولا وخططا لأي معضلة.
الأيام القادمة كفيلة بكشف توجهات ماسك الذي توقع مؤلف سيرته الذاتية مايكل فليسماس بأنه سيحاكي تجربته مع مشروع "سبيس إكس" ويطبقها على "تويتر"، إلا أن الحكم بشأن تحول المنصة للمكان الأفضل للتفاعل قد يبدو صعبا في الوقت الحالي، على حدّ قوله.