ماذا سيكون عليه المشهد السياسي الإسرائيلي بغياب بنيامين نتانياهو، وهل سيصمد الائتلاف الحاكم مع قيادة الليكود للمعارضة من داخل وخارج الكنيست، والأهم، هل سيبقى الليكود أكبر الأحزاب الإسرائيلية في حال أدين نتانياهو قضائيا.
فالانتخابات الإسرائيلية الأخيرة أتت بأمرين، ائتلاف سياسي هش، كانت أولى أولوياته الإطاحة بشخص بنيامين نتانياهو وليس الليكود. وثانيهما، إيجاد حالة من التوازن السياسي إسرائيلياً قد يبيح بعض المحظورات وعلى رأسها كيفية إدارة العلاقة مع اليمين القومي داخل الائتلاف وخارجه، وتأثير ذلك على الاستقرار الاجتماعي عرقياً.
المواجهات الأخيرة بين إسرائيل وحماس، أظهرت مدى هشاشة المجتمع الإسرائيلي عرقياً في الأزمات، لذلك حاول نفتالي بينت طمأنة اليمين مع تمسك حكومته بضرورة الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي بين العرب واليهود. ويمثل قرار السماح بمسيرة الأعلام والذي اتخذ يوم 14 من يونيو الجاري، الامتحان الأصعب منذ تسنم بينيت رئاسة الوزراء. فهل سيكون باب العامود امتحان بينيت الأول والأصعب. "ضرورة مراجعة الترخيص الممنوح لمسيرة الاعلام بتاريخ 15 من يونيو الجاري" هو ما دعا له وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي في محاولة لإعطاء بينيت مساحة للمناورة السياسية واحتواء أزمة حتمية قد تؤدي بالحكومة والائتلاف في حال عدم تغير مسار التظاهرة.
وفي حال تم تعديل المسار وتفادي المرور من باب العامود والحي العربي في القدس الشرقية، فهل سيمثل ذلك نجاحاً للائتلاف وثقل عباس منصور (القائمة الموحدة) في الائتلاف وهل سيستثمر الموقف سياسيا دون الحاجة لتصعيد من الجميع. وبحسب مصدر خاص، فقد تم إقرار مسار توافقي يتجاوز مرور مسيرة الأعلام من خلال باب العامود والحي العربي، فهل سيكون ذلك مؤشراً مستقبلياً لشكل العلاقة داخل الائتلاف في تحاشي الغام بنيامين نتانياهو فقط إم تقديم نموذج أكثر واقعية في إدارة الشأن الإسرائيلي إسرائيلياً.
فشل هذا الائتلاف في الصمود سيقود لا محالة لجولة جديدة من الانتخابات هي الخامسة خلال سنتين، والإسرائيليون منهكون سياسيا، وقلقون اجتماعيا على مستقبلهم نتيجة حالة التشرذم السياسي وتسلط اليمين والأحزاب القومية اليهودية على المشهد السياسي والاجتماعي. وقد يمثل الائتلاف فرصة من نوع آخر، قد تمهد لاحقاً لشكل جديد من التصالح الإسرائيلي مع إرث نتانياهو إسرائيلياً، أو أن يقود لتغير مستقبلي في المفهوم القومي الإسرائيلي.
هذه التجربة الإسرائيلية الجديدة يجب ان تتجاوز شخص نتنياهو لتنجح، الا ان ذلك لن يحجمه سياسيا في حال عدم دخوله السجن. كذلك يجب عدم إغفال الاجندات الخاصة للقادة في هذا الائتلاف، فلكل منهم طموحة الخاص، والصراع على المكاسب سياسيا سوف تطفو عاجلاً في حال انهياره، وآجلاً إن اضطر الإسرائيليين خوض جولة جديدة من الانتخابات، والتي قد تكون بالاقتراع المباشر لشخص رئيس الوزراء.