فخامة الرئيسة الفعلية للولايات المتحدة الأميركية/ كمالا هاريس.. الموقرة
تحية طيبة وبعد،
أتقدم إلى فخامتكم بتهنئة خاصة، على نجاح اليسار الليبرالي في إعداد فخامة الرئيس جو بايدن ليصبح حصان طروادة للتيار الذي صرتِ على رأسه، مع تمنياتي للرئيس بايدن بأن يلطف الرب بحاله، إذ لا يد له في تدهور ذاكرته مع تقدم السن.
فخامتكم على وشك الدخول إلى معترك قومي منقسم، وساحة دولية متربصة، وبقدر ما يسعد المرء برؤية نجاحات التراكم الريادي لديكم شخصياً من حيث تمثيل التنوع العرقي وتمكين المرأة على أعلى مستوى، إلا أنه من دواعي القلق أن تواجهي الساحة الدولية الحالية بمزاج المدعية العامة السابقة، وصاحبة الإنجاز النوعي الأول حيث أنتِ، بأن تطالبي بتعميم ما تريدينه لوطنك على أوطان سائر الناس، مع وجود باراك وهيلاري – بالذات والإرث – في الكواليس، وتعاطفهم مع المارقين بحجة المظلومية المسوقة في لوبياتكم؛ فالديمقراطيون متعاطفون بالفطرة مع مدّعي التهميش وإن لم يكونوا كذلك، فالحذر من voting for the underdog خارج حدودكم، ما دامت المصالح قائمة ومزدهرة.
نحن في زمن تزخر فيه المساحات السيادية الكبرى بزعماء أكثر صرامةً وإقداماً، يتصفون بالتعنت القومي لحماية الجبهة الداخلية والمصالح الوطنية، لحفظ المكاسب والبناء فوقها، وأذكركِ هنا بأن سعي تياركم نحو التغيير أدى إلى تجارب كارثية على الساحة الدولية، بأصداء صراخ باراك أوباما بعبارات Yes we can وChange is coming، حين جعلهما جزءًا من السياسة الخارجية، وأنتم أحوج إليهما داخلياً.
شاهدتِ هدوء الرئيس فلاديمير بوتن معكم، لغاية انتهاء أولمبياد سوتشي، وبعده اقتطع شبه جزيرة القرم. ولا أظنك قد نسيتِ كيف كان يرد كيم جونغ أون على كل تحذير من أوباما بتجربة جديدة للسلاح. وأجدني مضطراً للتذكير بما لا يُنسى: نزول أوباما في مطار بكين من باب الشحن في الطائرة الرئاسية، بعيداً عن السجاد الأحمر وعربة السُلّم. هذه ثلاث مواقف يجب أن تعيها إدارتكم، التي يبدو حالياً أنها في الطريق إلى المكتب البيضاوي، إلا إذا حدث ما يحول دون ذلك أو يعطله!
بالنسبة لسياسة تياركم تجاه منطقتنا في الشرق الأوسط، فإني أدعوكِ لتأمل درسين بليغين: اختصار الملك سلمان بن عبد العزيز استقبال أوباما عند وصوله إلى السعودية وقت صلاة العصر وإصراره أن تقود سيارته امرأة من الطاقم الرئاسي في شوارع المملكة حينئذ، وكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي لأحد الحكام بأن "خليك في حالك"؛ وأذكر المثالين للدلالة على حاجتكم المزمنة لاحترام ثوابت الدول بما تراه مناسباً لمصلحتها في مرحلةٍ ما، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية كالعدو في ثوب الحليف.
وعن وطني البحرين، فالتوجّس من تصرفاتكم قائم إلى ما لا نهاية، بعد قرابة العقد من قطع "سعود" رحمه الله لمكالمته مع هيلاري، يوم أرادت أن تعم الفوضى لدينا.
وتفضلوا بقبول دواعي التعقّل والإنصاف..