يسعى فائز السراج إلى بيع خيرات ليبيا للأتراك وإنقاذهم من الركود، على حساب ليبيا وشعبها، ولأجل الحكم بطبيعة الحال.
وبيد المشير حفتر أن يقنع الروس بالدعم الحالي مقابل تعويضهم بالكلمة الطولى في سياسة الإنتاج النفطي لاحقاً، وبذلك تحكم روسيا قبضتها على أكبر احتياطي للطاقة في إفريقيا، وتساوم أوبك بواسطته، وتضيف استثماراتها إليه، أو الأسوأ – تضيفه ضمنياً إلى استثماراتها.
وفي كلتا الحالتين ستملي روسيا كلمتها على أوبك مستندة إلى الخام العربي الخفيف بالإضافة إلى نفط القوقاز.
من أجل ذلك، حسنا فعل قائد الجيش الوطني الليبي، إذ ترك موسكو بلا اجتماع أو توقيع لاتفاقية ترسخ النوع الأسوأ من "المنّة السياسية".
اليوم، يذكرنا إيقاف إنتاج النفط الليبي من قبل المشير والجيش الوطني بالسنة "الفيصلية".
لقد أعلنوا بذلك حرصهم على الدم والوطن، ونأيهم بالثروة القومية عن الارتهان للصفقات ومحاولات الابتزاز في المفاوضات.
كما بينوا –في هذه المرحلة على الأقل– أنهم لا يقبلون أن يتم التلاعب بأسعار النفط والإضرار بعوائده على أشقائهم وسندهم في سائر دول النفط العربية.
كما أنه لا يستبعد أن تستخدم روسيا حاليا تركيا كقاعدة ابتزاز لأوروبا والسياسة الخارجية الأميركية، لبقايا ثأر استراتيجي في نفس القيصر بوتن، يحمله من حقبة الحرب الباردة، حين استخدم الأميركيين تركيا لتنصيب الصواريخ الاستراتيجية للناتو كخط هجوم أول في مواجهة الستار الحديدي للكتلة الشرقية عند أقرب نقطة متقدمة.
والتاريخ يعيد نفسه في مسار معاكس ومخفف، إذ حلت منظومة S-400 الصاروخية بدل الصواريخ النووية.
وتزعم تقارير أن بوتن منح حفتر مقاتلين من متعهدي الحروب لتقديم الإسناد للجيش الوطني الليبي، بينما هو يستخدم أردوغان حليف السراج لمآرب أخرى.
المرحلة القادمة تتطلب إعانة الجيش الوطني الليبي وقائده على الظهور والتفاوض من موقع قوة، مهما كلف الثمن، لتضع الحرب أوزارها وتعود ليبيا لإعاشة أهلها ويعودون هم لتنميتها.
وفي المرحلة الراهنة والمقبلة، سيكون للدعم المصري والإماراتي في الجوار والمحافل الدولية، أهمية بالغة.