مع إعلان وقف إطلاق النار في غزة، تحول المشهد الميداني بسرعة نحو الضفة الغربية، حيث شهدت مدينة جنين عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق وصفت بأنها "تحول استراتيجي" في السياسة الأمنية الإسرائيلية.

 وفي ظل هذه التطورات، يبرز التساؤل: هل تسعى إسرائيل لتطبيق "نظرية الدومينو"، متحركة من غزة إلى الضفة، لاستكمال أهدافها الأمنية والسياسية؟

جنين... معركة استراتيجية أم رسالة ردع؟

الهجوم على جنين أظهر ملامح سياسة أمنية جديدة، وفقًا لوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي أكد أن العملية تهدف إلى "القضاء على البنية التحتية للمسلحين ومنع عودة الهجمات".

وقد تميزت العملية بإخلاء أحياء بأكملها ونقل السكان إلى مناطق أكثر أمنًا، وسط تصعيد عسكري يعتبر الأكبر منذ سنوات.
في هذا السياق، قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية نائل الزعبي، خلال حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" ان ما يحدث في جنين ليس مجرد عملية عسكرية عابرة، بل هو جزء من استراتيجية طويلة الأمد لإضعاف المقاومة في الضفة.

كما يرى نائل الزعبي ان "إسرائيل ترى في حماس تهديدًا دائمًا وتسعى لتقويض نفوذها، ليس فقط في غزة، بل أيضًا في الضفة الغربية".

أخبار ذات صلة

فيديو.. اشتباكات في برقين غربي جنين وقصف جوي لمنزل محاصر
مبعوث ترامب يرحب بخطوة حماس "النادرة" تجاه واشنطن

"الدومينو" بين غزة والضفة محاولة لتوسيع السيطرة؟

بعد العملية الأخيرة في غزة، تزايدت التكهنات بأن إسرائيل تطبق نهجًا تصاعديًا في مناطق النفوذ الفلسطيني.

يقول الزعبي إن "إسرائيل تنظر إلى غزة والضفة كجزء من معركة أمنية متصلة، حيث تسعى لإضعاف المقاومة في كلا المنطقتين".

ومع ذلك، فإن التركيز على جنين يثير القلق من تداعيات أوسع. وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي حذر من أن التصعيد الإسرائيلي في الضفة يشكل "تطورًا خطيرًا" يهدد أمن المنطقة، مشددًا على أهمية تفادي تفجير الأوضاع.

أبعاد التصعيد.. من أجل الأمن أم الضم؟

الاتهامات الفلسطينية الموجهة لإسرائيل بتفجير الأوضاع في الضفة تأتي في ظل تحركات ميدانية مكثفة وأصوات دولية محذرة من تداعيات خطيرة. وزارة الخارجية الفلسطينية أكدت أن "إسرائيل تمهد لضم الضفة عبر إشاعة الفوضى"، متهمة الإدارة الأمريكية بدعم غير مباشر لهذه السياسات.

من جانبه، وصف الزعبي الوضع بأنه "معركة متعددة الأبعاد"، مشيرًا إلى أن إيران، التي خسرت نفوذها في غزة وسوريا، تسعى الآن لتأجيج الأوضاع في الضفة و ان إسرائيل تدرك هذه التحركات وتحاول أن تحبطها من خلال تصعيد ميداني محسوب.