في خطوة تعتبر انفراجة مؤقتة للأزمة في قطاع غزة، من المفترض أن يدخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيّز التنفيذ يوم الأحد، مما يوقف آلة الحرب التي ألحقت دمارا واسعا بأهالي القطاع.
ورغم هذه الهدنة، فإن المآسي الإنسانية المتراكمة منذ أكثر من 15 شهرا لا تزال تلقي بظلالها الثقيلة على سكان القطاع.
مآسي القطاع.. "جحيم المعاناة الإنسانية"
وفقا لتقرير صادر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" تحت عنوان "جحيم المعاناة الإنسانية في غزة"، واجه المدنيون هناك حرمانا متعمدا من الغذاء والماء، إلى جانب تدمير المنازل، والمدارس، والمستشفيات، والبنية التحتية على نطاق غير مسبوق. ووصفت المنظمة هذا الوضع بأنه كارثة إنسانية تستدعي تحركا فوريا.
وفي حديثها مع سكاي نيوز عربية، أكدت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عبير عطيفة، أن "وقف إطلاق النار هو البداية فقط وليس النهاية".
وأشارت إلى أن الأولوية الآن هي الوصول إلى الأسر المحتاجة لتلبية احتياجاتهم الأساسية، لكنها أكدت أن هناك تحديات كبيرة تعيق هذا الجهد، أبرزها غياب الأمن، وانهيار البنية التحتية، وتهدم الطرق.
وأضافت عطيفة: "لدينا مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية مستعدة للدخول إلى غزة، ولكن ما يدخل فعليًا قليل جدًا. نحتاج إلى حوالي 30 ألف طن من المواد الغذائية شهريًا، أي ما يعادل 1600 شاحنة."
خطر المجاعة.. واقع يلوح في الأفق
حذرت عطيفة من أن هناك خطر مجاعة يحوم حول غزة، حيث يعاني مئات الآلاف من سوء التغذية الشديد. وأكدت أن الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة يكمن في: "إغراق غزة بالمواد الغذائية، سواء عن طريق المساعدات الإنسانية أو عبر فتح الأسواق التجارية".
دعم دولي ضروري
أوضحت عطيفة أن برنامج الأغذية العالمي يعتمد على التبرعات الطوعية لشراء المواد الغذائية وإدخالها إلى غزة. وقدرت أن المنظمة بحاجة إلى حوالي 300 مليون دولار خلال الأشهر الستة القادمة لضمان توفير المساعدات لمليون شخص في القطاع.
وأشارت عطيفة إلى أن الأمم المتحدة تقوم حاليًا بالتنسيق مع جميع الأطراف، بما في ذلك السلطات الإسرائيلية والهلال الأحمر الفلسطيني. وأضافت: "لدينا فرق عمل داخل غزة تعمل على مدار الساعة لتوزيع المساعدات بسرعة وبشكل عادل."
ورغم وقف إطلاق النار، يبقى أمام غزة طريق طويل للتعافي من هذه الأزمة الإنسانية الكارثية. يتطلب ذلك جهدًا دوليًا منسقًا ودعمًا ماليًا كبيرًا لتلبية الاحتياجات العاجلة لسكان القطاع، وتجنب شبح المجاعة الذي يهدد حياة مئات الآلاف.