يتوج اختيار محمد بن سلمان وليا للعهد، الأربعاء، مسيرة كبيرة للأمير في العمل السياسي والعسكري، بالإضافة إلى العمل الاقتصادي والتنموي الذي تجلى في "رؤية 2030"، التي تحضر المملكة العربية السعودية لمرحلة ما بعد النفط.
ولد الأمير محمد بن سلمان في 31 أغسطس عام 1985 العاصمة السعودية الرياض، وهو الابن السادس للعاهل السعودي الملك بن سلمان، والأمير الشاب أب لولدين وابنتين.
وكان من ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة في نتائج الثانويةالعامة، وهو حاصل على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود ونال الترتيب الثاني في دفعته، بحسب موقع مؤسسة "مسك" الخيرية التي أسسها.
ويشغل الأمير محمد بن سلمان مهام عدة، فهو وزير الدفاع ونائب رئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
وتفصّل "مسك" في سيرة الأمير الشاب المهنية، وتقول " تقلد الأمير محمد بن سلمان عدة مناصب خلال مشواره المهني، الذي امتد إلى عشر سنوات، وابتدأه بممارسة العمل الحر.."، مشيرة إلى أنه أسس عددا من الشركات التجارية قبل أن يتفرغ للعمل الحكومي.
وبدأ بالعمل مستشارا بهيئة الخبراء في مجلس الوزراء في 2007، ثم مستشارا لأميرا لمنطقة الرياض عام 2009، وشغل لاحقا مناصب أخرى منها رئيس ديوان ولي العهد ووزير دولة في مجلس الوزراء.
وعلى المستوى العسكري، تولى الأمير الشاب قيادة التحالف العربي في اليمن بعملية "عاصفة الحزم" التي انطلقت في نهاية مارس 2015، إذ كان يشغل حينها منصب وزير الدفاع الذي تولاه في يناير من العام نفسه.
واستهدفت عملية التحالف دعم الحكومة الشرعية التي يمثلها الرئيس عبد ربه منصور هادي، وردع ميليشيات الحوثي التي حاولت الاستيلاء على اليمن وتحويله خنجرا في الخاصرة العربية.
ونجحت العملية بعد عامين على انطلاقها في تحرير 85 في المئة من الأراضي اليمنية من قبضة الحوثيين.
وبذل محمد بن سلمان جهودا في العمل الخيري، فأسس جمعية مسك الخيرية التي يرأس أيضا مجلس إدارتها، وتأسست الجمعية عام 2011، وتعنى الجمعية بثلاث مجالات هي :التعليم والثقافة والإعلام، وتكرس جهودها لتنمية مهارات القيادة لدى الشباب.
وقال الأمير الشاب عن أهداف المؤسسة الخيرية "نسعى من خلال مؤسسة مسك الخيرية إلى الأخذ بيد المبادرات والتشجيع على الإبداع بما يضمن استدامها ونموها للمساهمة في بناء العقل البشري".
وأصبح محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي في أبريل 2015، واستطاع بعد عام واحد تقديم رؤية متكاملة بشأن مستقبل المملكة، إذ وافق مجلس الوزراء السعودي في أبريل 2016 على"رؤية السعودية 2030" التي تهدف إلى تحضير المملكة لمرحلة ما بعد النفط.
وتتضمن الرؤية عدة برامج اقتصادية واجتماعية وتنموية، وتشتمل الخطة إصلاح في الموازنة العامة، وتغيير تنظيمات ومبادرات خمسية.
وستعمل هذه الرؤية على تعزيز الجهاز الحكومي وتعزيز القطاعات الإنتاجية والصناعية غير النفطية.
وعبر الأمير الشاب عن طموحاته في تعزيز الصناعات العسكرية السعودية، وقال إن شركة الصناعات العسكرية الجديدة ستصبح قادرة على توطين نسبة 50 بالمئة من إجمالي الإنفاق الحكومي العسكري للمملكة بحلول 2030.
وشملت "رؤية 2030" أيضا إقرار مجلس الوزراء لبرنامج التحول الوطني " 2020"، الذي يستهدف تنويع مصادر الدخل وزيادة الإيرادات غير النفطية ، من أجل مواجهة تراجع أسعار النفط.