"الآن فهمتكم" الجملة الشهيرة التي قالها الرئيس التونسي السابق ،زين العابدين بن علي، في خطابه الأخير الذي ألقاه عشية هربه أمام الاحتجاجات الشعبية، إختارها الكاتب الأردني أحمد حسن الزعبي عنواناً لمسرحيته السياسية الساخرة.
وتتناول المسرحية في قالب فكاهي ثورات "الربيع العربي" التي انطلقت من تونس وامتدت إلى دول أخرى في المنقطة.
ويؤدي الممثل الأردني موسى حجازين دور البطولة في المسرحية في شخصية أبو صقر الأب المتسلط، الذي يتفق أبناؤه ذات يوم على مطالبته بتخفيف قبضته عليهم، ومنحهم مزيداً من الحرية. وتنضم زوجة أبو صقر الى الثورة التي تسعى للإطاحة به من المنزل.
وينتقد الكاتب على ألسنة شخصيات مسرحيته، الفساد السياسي الذي خرج محتجون إلى الشوارع العام الماضي في الأردن للمطالبة بوضع حد له. كما يتناول العمل بالنقد التعديلات الوزارية وتوزيع الحقائب الوزارية والتوازنات الحزبية في الأردن.
وقال حجازين إن "هذه المسرحية هي نتاج لهذا الحراك العربي وحراك الشارع العربي. وكما تفضل الزعبي وقال إنه مش هو اللي كتب المسرحية.. اللي كتبوها 300 مليون عربي. فهي نتاج هذا الربيع هذا الربيع الذي أنتج هذه المسرحية".
وينفّض الأبناء من حول أبيهم في مشهد يذكر بإسقاط حكام في انتفاضات الربيع العربي.
ويظهر أبو صقر في نهاية العمل بملابسه الداخلية، حاملاً على ظهره صورة ضخمة له، هي ما تبقى له من متاع بعد زوال سلطته، ويقول الجملة المشهورة "الآن فهمتكم".
وأشاد حجازين بمساحة حرية التعبير في الأردن، والتي دلل عليها بحضور العاهل الأردني، الملك عبد الله، عرضاً للمسرحية، رغم الانتقادات السياسية التي يحفل بها العمل.
يشار إلى أن الاحتجاجات الشعبية في تونس التي أجبرت بن علي على التخلي عن الحكم والفرار إلى السعودية، كانت بمثابة الشرارة الأولى للانتفاضات التي أطاحت بحكام مصر وليبيا، وامتدت إلى دول أخرى منها اليمن والبحرين وسوريا.