أكد وزير الدفاع الإيراني العميد، حسين دهقان، صحة التصريحات الأميركية التي قالت إن طهران أجرت تجربة صاروخية، معتبرا أنها "لا تنتهك الاتفاق النووي" الموقع بين بلاده والدول الست الكبرى في 2015.
وكانت واشنطن قد كشفت أن طهران أجرت، الأحد، تجربة لصاروخ باليستي متوسط المدى، قائلة إن هذا الأمر "مرفوض تماما".
وقال دهقان إن التجربة "لا تتعارض مع الاتفاق النووي ولا مع القرار 2231" الصادر عن الأمم المتحدة، الذي حظر على إيران تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، موضحا أن "هذه التجربة هي في خط البرنامج الدفاعي الإيراني"، وفق ما ذكرت وكالة أنباء "إيسنا".
وأضاف: "لدينا برنامج لإنتاج معدات دفاعية في إطار مصالحنا الوطنية، ولا يستطيع أحد أن يؤثر على قرارنا".
ويدعو القرار 2231 إيران لعدم ممارسة أي نشاط على صلة بالصواريخ الباليستية المصممة لحمل رؤوس نووية، ويحظر عليها ذلك لمدة 8 سنوات بدءا من يوليو 2015، فيما تؤكد إيران أن صواريخها ليست مصممة لحمل أسلحة نووية.
يذكر أن مجلس الأمن الدولي عقد جلسة مغلقة، الثلاثاء، بحث خلالها التجربة الإيرانية، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، بعد الجلسة إن الإيرانيين "يعلمون بأنه لا يسمح لهم بإجراء اختبارات لصواريخ باليستية يمكن أن تحمل شحنات نووية"، لافتة إلى أن الصاروخ الذي تم اختباره يستطيع نقل شحنة من 500 كلغ ويبلغ مداه 300 كغم.
وكانت إيران أجرت تجربة إطلاق فاشلة لصاروخ باليستي متوسط المدى من طراز "خرمشهر"، الذي يبلغ مداه 4 آلاف كلم والقادر على حمل رؤوس نووية.
وبحسب الأنباء، فقد انفجر الصاروخ، وأصله صاروخ روسي معد للإطلاق من الغواصات، عندما حلق لمسافة 600 ميل، نحو 960 كيلومتر.
يشار إلى إن إيران تعمل على تطوير العديد من الصواريخ الباليستية مختلفة المدى والحمولة، مثل سلسلة صواريخ شهاب.
ووفقا للمعلومات، فإن مدى صاروخ شهاب 1 يصل إلى 330 كم، ويمكنه حمل رأس متفجرة زنة 330 كلغ، ويبلغ ارتفاعه 12 مترا، أما شهاب 2، فيبلغ مداه 700 كم وزنة رأسه المتفجرة 700 كغم، ويبلغ ارتفاعه 12.3 مترا.
ويبلغ مدى شهاب 3 حوالي 1200 كلم، فيما تزن حمولة الرأس المتفجر 1200 كلغ، ويبلغ ارتفاعه 16.6 مترا، وهذه الصواريخ قيد العمل.
وفي الأثناء، تعمل إيران على تطوير صاروخي شهاب 4 و5، اللذين يبلغ مداهما 2000 و4000 كلم على التوالي.
وهناك صواريخ أخرى قيد العمل أو التطوير مثل صواريخ سجيل 1 و2 وقدر، وأنواع أخرى من الصواريخ التي يمكن لبعضها حمل رؤوس نووية.
ويشير محللون عسكريون إلى أن معظم الأسلحة التي تقول إيران أنها أنتجتها وطورتها، لم تختبر ميدانيا، بينما كشف عدد من المراكز البحثية في المجال العسكري عن تزييف في الحقائق بشأن مدى هذه الصواريخ ودقتها.
وفي واقعة عام 2008، كشفت مواقع متخصصة عن تزييف في صور تجربة صاروخية إيرانية، ظهرت فيها الصواريخ مكررة عبر برنامج الفوتوشوب.
وكانت واقعة أخرى كشفت عن توزيع صورة لطائرة قالت إيران إنها تمتلك ذات الإمكانيات المتوفرة في طائرة الشبح الأميركية أف 35، لكن المشكلة أن الطائرة كانت ملصقة على صورة للسماء عبر برنامج الفوتوشوب وأنها لم تبرح الأرض.
ويقول محللون سياسيون إن الهدف من هذه التجارب هو الاستهلاك المحلي، ولبعث رسائل خارجية للجيران بأن القدرات الإيرانية يمكن أن تطالهم كجزء من استراتيجية عدائية اعتمدتها طهران في محيطها الإقليمي.