صرخة الطفلة بانا من أحياء حلب الشرقية لن تكسر حتما الصمت الدولي، ولن تعلو على أصوات القصف، إلا أنها تحاول نقل الصورة المرعبة بكلمات طفولية إلى العالم الخارجي على أمل أن تقتنص دمعة أو توثق خزي السكوت عن جريمة أبرز ضحاياها الأطفال.
"أنا بانا من حلب وعمري 7 سنوات، نريد أنا وأمي إخباركم عن القصف"، بهذه العبارة البسيطة عرفت الطفلة، التي تقطن مدينة باتت منذ أشهر عنوانا يتصدر وسائل الإعلام، عن نفسها، وعن سبب إنشائها صفحة على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي.
وعلى صفحتها، كتبت بانا، بمساعدة أمها على الأرجح، تغريدات باللغة الإنجليزية لنقل يومياتها من تحت القصف في الأحياء الشرقية من مدينة حلب، حيث تشن الطائرات الروسية والسورية، منذ أكثر من 10 أيام، غارات مكثفة أوقعت عشرات القتلى وخلفت دمارا هائلا.
وأرفقت الطفلة التغريدات بصور وفيديوهات ترصد خوفها ورعب شقيقيها الصغيرين وفي الخلفية أصوات القصف الذي لم يتوقف، ولم يستثني المرافق الصحية والمباني، مما دفع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، لوصف ما يحصل في حلب بـ "جريمة حرب".
واختارت الطفلة مدخلا لحسابها على تويتر "Pinned Tweet" تغريدة تعود لـ23 سبتمبر الماضي، تقول فيها "مساء الخير من حلب أنا أقرأ لأنسى الحرب"، مرفقة بصورتها وهي تطالع كتابا لتؤكد أن إرادة الحياة أقوى من غارات الموت وهدير الطائرات.
وتوالت التغريدات على حساب بانا، وكان آخرها تغريدة نشرتها فاطمة والدة الفتاة قبل 8 ساعات من نشر "سكاي نيوز عربية" هذا التقرير مرفقة بفيديو، قالت فيها سأنام على صوت سقوط القنابل كما تسمعون، سأتابع التغريد غدا في حال بقيت على قيد الحياة.
وفي تغريدات سابقة، قالت الطفلة هذه المرة "Booooom"، لتغرد والدتها "الأشخاص يتفادون المستشفيات الآن خوفا من القصف"، في إشارة على ما يبدو لاستهداف المرافق الصحية، وكان آخرها قصف أكبر مستشفى في الأحياء الشرقية المحاصرة، الاثنين.
وتقول بانا في تغريدات أخرى "أوقفوا القصف حالا أريد أن أنام، أنا تعبة"، وتنشر فيديو وهي تحتضن أخيها الصغير شارحة "شقيقي محمد يبكي الآن.. القذائف تتساقط.. أفضل أن أموت أنا ولا يقتل هو"، وفي الخلفية يسمع واضحا دوي الضربات والقصف.
وفي فيديو آخر، تقول بانا بالإنجليزية "إنها معجزة نحن بخير"، لتوضح في التغريدة المرفقة "القصف كان قرب منزلنا مباشرة"، في حين تظهر في لقطات مصورة نشرت الأحد الطفلة مستلقية على السرير مع شقيقيها قائلة صباح الخير حلب "نحن لازلنا أحياء".
ونشرت أيضا بانا على صفحتها لقطات لانتشال أطفال من بين أنقاض المباني، نجحوا في تحدي الموت والخروج أحياء على عكس نحو 96 من أقرانهم الذين قتلوا خلال خمسة أيام فقط من القصف، حسب ما كانت قد أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة.