إن كنت من المغرمين بخوض تجربة الذهاب إلى الفضاء، فإن الطريق أمامك لن تكون على الأرجح معبدة بالزهور، إذ يحتاج اختيار رائد الفضاء إلى عملية طويلة ومعقدة من لحظة تعبئة الطلب للمهمة حتى بلوغ الهدف.
فمن بين 18 ألفا و300 شخص تقدموا بطلبات لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، ستختار الوكالة ما بين 8 إلى 14 مرشحا لبرنامجها الفضائي للعام 2017، ليكونوا رواد فضاء.
وهذا يعني أن فرص من تقدموا ليصبحوا رواد فضاء لا تتجاوز نسبتها 0.08 في المئة، مما يجعل ذلك أصعب 65 مرة من الالتحاق بجامعة هارفارد الأميركية ذائعة الصيت.
ويتعين على المتقدمين الانتظار 18 شهرا، قبل أن تقرر لجنة مختصة من "ناسا"، قبولهم للالتحاق بدروس الفضاء من عدمه، وفق معايير قاسية.
ومن بين هذه المعايير، أن يكون المتقدم من مواطني الولايات المتحدة، وحاصل على شهادة جامعية في الهندسة أو العلوم البيولوجية، أو العلوم الفيزيائية أو علوم الحاسب الآلي أو الرياضيات.
كما يشترط في المتقدم العمل ثلاث سنوات على الأقل في مجال تخصصه، أو أن يقضي 1000 ساعة طيران على الأقل للمتقدمين من الطيارين.
بالإضافة إلى ذلك، يخضع المرشح لاختبارات بدنية، وأخرى شخصية تتعلق بقدرته أن يكون قائدا ومرؤوسا في الوقت نفسه، والعمل ضمن فريق، ومهارات عالية للتواصل مع الآخرين، كما تقول آني رومير، رئيسة لجنة الاختيار.
وفي المرحلة الأولى يتم اختيار 120 شخصا من بين المتقدمين، نصفهم تقريبا يدخلون مرحلة ثانية من المقابلات، وذلك في مركز جونسون للفضاء في ولاية تكساس.
وما أن يقع الاختيار على من تتوافر فيه الشروط، حتى يخضع لبرنامج تدريبي من عامين، حيث يتم إكسابه المهارات الأولية الخاصة بالرحلات الفضائية
كما يخضع الرواد المفترضون إلى التدرب على أنظمة "ناسا"، وكذلك اللغة الروسية، إذ لا تزال الولايات المتحدة الأميركية تعتمد على التكنولوجيا الروسية في إرسال رواد إلى الفضاء.
ويتعلم الرواد قبل انطلاقهم للفضاء كيفية ممارسة الأنشطة خارج المركبة، خصوصا المشي في الفضاء.
وبناء عليه، إذا ما تم اختيارك لتكون واحدا من رواد الفضاء، فهذا يعني أنك ستحظى بتجربة فريدة من نوعها، وستكون ضمن فريق عمل مرموق.