أميركي من أصل أفغاني.. رجل أمن سابق.. مضطرب عقليا.. هذه بعض المعلومات التي قدمتها السلطات الأميركية وأقارب عمر متين، عن مرتكب الهجوم الدامي على ملهى ليلي للمثليين في أورلاندو بولاية فلوريدا.
ويعكس الحادث الذي قتل فيه 50 شخصا وأصيب عشرات آخرون، خطورة "الذئاب المنفردة" المتأثرين بالفكر المتشدد للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها "داعش"، وصعوبة السيطرة عليهم أو التكهن بنواياهم أو مواعيد وطرق تنفيذهم لهجمات.
في عام 1986 ولد عمر في نيويورك، لوالدين هاجرا من أفغانستان إلى الولايات المتحدة، ثم انتقل للعيش في فلوريدا، ومن غير الواضح متى تأثر بالجماعات المتشددة، وإن كان هذا التأثر مؤكدا حسبما أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي).
وكان إدلاء عمر - الذي قتل على يد الشرطة عقب الحادث - بآراء مؤيدة للمتشددين وراء خضوعه للاستجواب مرتين سابقتين في "إف بي آي" منذ عام 2013، لكن المحققين لم يجدوا أي دليل على ارتباطه بجماعات إرهابية، وكان اعتقاله وقتها أمرا غير مبرر.
ويبدو أن تأثر عمر بالفكر المتشدد نما داخله حتى يوم ارتكابه المجزرة التي هزت الولايات المتحدة، إذ أنه قبيل وقوعها اتصل برقم الطوارئ 911 قائلا إنه "يبايع تنظيم داعش"، حسب المسؤول في مكتب التحقيقات رونالد هوبر.
ومن خلال عمله كرجل أمن في شركة "جي 4 إس"، أكبر شركة أمن في العالم، منذ عام 2007، تسنى لعمر الحصول على الأسلحة التي يحتاجها لتنفيذ هجمات.
هكذا توفرت الظروف المواتية لنشأة "إرهابي مفترض".. فكر متشدد وسلاح متوفر، وسط أكثر المجتمعات الغربية تحررا.. الولايات المتحدة.
إلا أن والده صديق متين الذي قال إن "قبلة بين رجلين" أغضبت عمر، يرى أن الحادث "لا علاقة له بالدين".
على الصعيد الشخصي، مر متين بتجربة عاطفية نجحت في الاكتمال إلى زواج، لكنه لم يستمر سوى لأربعة أشهر فقط، إذ قالت زوجته السابقة إن عمر "كان يعاني اضطرابا عاطفيا وعقليا وطباعا حادة".