نجاحات سريعة تتحدث عنها القوات العراقية المشتركة في عملية استعادة الفلوجة من تنظيم داعش الإرهابي، لكن تحت النيران الكثيفة من الجانبين يبدو أن استعادة المدينة لن يكون دون ثمن وهو على الأرجح أرواح المدنيين العالقين بين الجانبين.
فالمدينة التي سيطر عليها داعش منذ أواخر عام 2014، تعيش تحت إرهاب التنظيم المتطرف وتشهد على جرائم كثيرة يرتكبها بحق الأبرياء، بينما يعني كل اقتراب عسكري لاستعادتها أن النيران "الصديقة" ستحصد أرواح العشرات من سكانها غير المنعزلين جغرافيا عن المسلحين.
ودخلت العملية العسكرية التي أطلقها الجيش العراقي لاستعادة الفلوجة، يومها الثاني، بقصف جوي ومدفعي عنيف على أحياء المدينة والمناطق المحيطة بها.
ويشارك نحو 22 ألف مقاتل من الجيش والشرطة ومسلحي العشائر، ومقاتلي ميليشيات الحشد الشعبي، في العملية حيث يتقدمون نحو منطقة البوشجن في محيط المدينة، بعد إعلانهم السيطرة على ضاحية الكرمة الشمالية.
وتعهدت العملية، التي انطلقت من 6 محاور، بقتال وطرد نحو 700 مسلح من داعش، يتحصنون في المدينة.
وفي المقابل، نشر داعش مئات القناصة وما يسمى بفرق الموت في شوارع الفلوجة، لإعدام كل من يحاول الفرار أو الاستسلام.
وكان الجيش العراقي، قد ألقى آلاف المنشورات، داعيا سكان المدينة إلى المغادرة عبر ممرات آمنة، وهي دعوات صعبة التحقيق، إذ تحدث المجلس النرويجي للاجئين، عن نحو 50 ألف مدني، عالقون في المدينة، بسبب العمليات العسكرية وحصار داعش.
وأشارت مصادر عراقية، إلى وجود قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، في غرقة عمليات ميليشيات الحشد الشعبي، وهي المجموعات التي يرفض سكان الفلوجة مشاركتها في المعارك بعد تورطها بممارسات إجرامية طائفية بحق السنة في العراق.
وأمام هذا المشهد المتشابك، يقول الخبير العسكري أحمد الشريف لـ"سكاي نيوز عربية" إن المدنيين يشكلون عائقا كبيرا أمام العملية العسكرية، حيث أن القوات مطالبة بالأخذ في الاعتبار عدم سقوط ضحايا مدنيين خلال العمليات.
وبحسب الشريف، فإن داعش سيتخذ من المدنيين دروعا بشرية ورهائن، الأمر الذي يوجب على القوات الأمنية ضبط استخدام النيران حتي لا يسقط ضحايا من المدنيين.
واعتبر أن مشاركة قوات العشائر، في عملية إخلاء السكان، يعد ضمانا لعدم تعرض أهالي الفلوجة لمقاتلين طائفيين من الحشد الشعبي.
ومن جانبه، طالب المستشار الإعلامي الإقليمي للمجلس النرويجي للاجئين، كارل شيكمبري، بضمان إخلاء آمن للمدينة من المدنيين.
وأوضح أنه وسط القصف المتبادل داخل المدينة، تمكنت 80 أسرة فقط من الهروب، وذكر أن بعض هؤلاء كان عليه الاختباء في أنابيب الصرف الصحي حتى يتمكن من الفرار، إضافة إلى ما يعانيه هؤلاء من نقص في الطعام والدواء.