ندد الزعماء السياسيون في تونس باغتيال الزعيم السياسي المعارض شكري بلعيد، الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد وأحد أبرز المعارضين للنظام الحاكم حاليا والنظام السابق في تونس، بينما لقي رجل أمن تونسي مصرعه في مواجها مع متظاهرين في تونس، فيما برزت تحذيرات من جر البلاد لحمام دم.
ولم يتضح على الفور من أطلق الرصاص على بلعيد، الذي يعتبر من كبار المعارضين في تونس، التي تشهد حالة من التجاذبات السياسية الشديدة بعد عامين على إطاحة رئيسها السابق زين العابدين بن علي، غير أن عائلته وجهت أصابع الاتهام لحركة النهضة الحاكمة.
الجبالي يندد والمرزوقي يعود لتونس
وقد ندد رئيس الحكومة حمادي الجبالي بقتل بلعيد واعتبره عملا "إرهابيا إجراميا" يستهدف "كل تونس".
وقدم الجبالي، في تصريح لسكاي نيوز عربية، تعازيه لأسرة بلعيد "زوجته وأولاده ولعائلته السياسية وللشعب التونسي"، وقال "إننا ونعتبره ضحية حادث إرهابي وإجرامي استهدفت فيه تونس كلها وليس شكري بلعيد وحده.. تونس الثورة.. وتونس القيم التي قامت من أجلها الثورة من حرية وديمقراطية وقبول الغير والتنافس الشريف".
وأضاف الجبالي أن المجرمين "أحبوا ارتكاب هذه الجريمة ووضع تونس في مسار العنف وردود الأفعال".
وقطع الرئيس التونسي المنصف المرزوقي زيارته إلى فرنسا الأربعاء بعد مقتل بلعيد، وقال لأعضاء البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ قبل عودته إلى تونس "سنستمر في محاربة أعداء الثورة".
وأضاف المرزوقي أنه سيحارب من يعارضون الانتقال السياسي في بلاده و"أعداء الثورة".
تحذيرات من حمام دم
وإثر اغتياله سارع سياسيون وإعلاميون تونسيون، بمن فيهم زعيم حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي، من التحذير من حمامات دم.
وقال الغنوشي، الذي دان عملية الاغتيال، إن قتلة بلعيد يريدون جر تونس نحو "حمام دم"، نافياً اتهامات ضلوع حزبه في اغيال القيادي اليساري البارز، واتهم جهات متآمرة بالوقوف وراء الاغتيال.
وأضاف الغنوشي أن الذين يتهمون النهضة باغتيال بلعيد "يقولون اقتلوا (اتباع) النهضة أينما وجدتموهم، هؤلاء يريدون حمام دم ولكن سيفشلون"، مؤكداً أنه دعا "أبناء النهضة إلى ألا يردوا الفعل".
وكانت أسرة بلعيد اتهمت حركة النهضة بمسؤوليتها عن اغتيال شكري بلعيد، وشددت على أنها الطرف الوحيد الذي يقف وراء هذه الحادثة.
وحذر صحفيون تونسيون في تصريحات لسكاي نيوز عربية من أن اغتيال بلعيد يشكل منعطفاً حاسماً قد يقود البلاد إلى حمام دم.
وقال الصحفي التونسي أيمن رزقي لسكاي نيوز عربية، إن الاغتيال ربما يكون مقدمة لحمام دم أو أنها قد تعيد التعقل للحياة السياسية.
أما الصحفي جمال العرفاوي فأشار إلى أن عملية الاغتيال لم تأت من فراغ، وأن تونس مقبلة على حمام دم.
وأوضح أن معارضي الحكومة لا يملكون أسلحة وإنما المؤيدين لها هم من يملكون الأسلحة التي تدفقت على البلاد.
وشدد الصحفيان على أن بلعيد كان على قائمة المستهدفين من المعارضين التونسيين.
وطالب العرفاوي الحكومة بموقف صريح من العنف، والتنديد به لأن السلاح منتشر في تونس، منوهاً إلى أنها تعرف المتورطين بالعنف.
وشبه عملية اغتيال بلعيد بعملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وأن الأمن التونسي لن يتعرف على القتلة، وأن مهمته في ذلك ستكون صعبة.
مقتل شرطي واحتجاجات
وفور ظهور أنباء اغتيال بلعيد، اندلعت احتجاجات شارك فيها المئات من التونسيين في شارع الحبيب بورقيبة وتوجهت إلى مقر الوزارة، وسمعت هتافات تقول "وزارة الداخلية وزارة إرهابية".
وحرق متظاهرون مقرات حركة النهضة في محافظتي قفصة والكاف تنديدا باغتيال بلعيد، بينما أطلقت الشرطة التونسية قنابل الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في سيدي بوزيد.
وقالت وزارة الداخلية التونسية في وقت متأخر الأربعاء إن رجل أمن قتل في مواجهات مع متظاهرين في العاصمة التونسية.
الظهور الأخير لبلعيد
وكان بلعيد، في آخر ظهور تلفزيوني له، حذر مما اعتبره تحالفاً بين حركة النهضة الحاكمة وشريكها في الائتلاف الحاكم حزب المؤتمر مع سلفيين بتشكيلهم "رابطات حماية الثورة" من أجل استهداف الشخصيات المعارضة في البلاد.
وقال زياد لخضر وهو قيادي في حزب الجبهة الشعبية "شكري بلعيد تم اغتياله اليوم (الأربعاء) بإطلاق أربع رصاصات في رأسه وصدره.. الأطباء أخبرونا أنه توفي فعلا.. هذا خبر حزين لتونس وهذا أول اغتيال سياسي في البلاد".
وتعارض الجبهة الشعبية التي كان بلعيد أحد رموزها بشدة الحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية.