اقتحم عشرات الإيرانيين السفارة السعودية في طهران، ليل السبت الأحد، وألقوا عليها زجاجات حارقة، بعد تصعيد لفظي من جانب الحكومة الإيرانية ضد المملكة بسبب تنفيذها أحكام قضائية بإعدام مدانين بالإرهاب.
وقالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية إن المتظاهرين رشقوا مبنى السفارة بالزجاجات الحارقة وتمكنوا من اقتحام السور ودخول حرم المقر قبل أن تخرجهم منه الشرطة.
وأظهرت صورة أُرسلت على تويتر محتجين أمام مبنى السفارة مع اشتعال حرائق صغيرة داخلها، في حين أظهرت صورة أخرى غرفة أثاثها مدمر قيل أنها تقع داخل السفارة.
كما انتشرت صور تظهر محاولة اقتحام القنصلية السعودية في مدينة مشهد، ثاني كبرى مدن إيران (شمال شرق).
وطلبت وزارة الخارجية الإيرانية في وقت لاحق من المحتشدين عدم مهاجمة السفارة السعودية في طهران أو قنصليتها في مدينة مشهد، بحسب رويترز.
ويأتي اقتحام السفارة رغم تحذير من وزارة الخارجية السعودية للحكومة الإيرانية، السبت، بتحميلها المسؤولية الكاملة حيال حماية السفارة السعودية في طهران، وقنصلية المملكة في مدينة مشهد، وحماية أمن كافة منسوبيها من أي أعمال عدوانية، وذلك بموجب الاتفاقيات والقوانين الدولية.
وأعلنت وزارة الداخلية السعودية، السبت، تنفيذ حكم الإعدام بحق 47 "إرهابيا ومحرضا" في 12 منطقة. وأضافت الوزارة، في بيان صحفي، أن المنفذ بحقهم حكم الإعدام، والذين وصفتهم بـ"الفئة الضالة"، اعتنقوا الفكر التكفيري، ونفذوا عمليات تفجير وقتل.
ومن بين المنفذ فيهم حكم الإعدام، نمر النمر، الذي كانت المحكمة الجزائية أكدت، في مارس 2015، على حكم إعدامه، بعد إدانته بـ"إشعال الفتنة الطائفية" و"الخروج على ولي الأمر".
وكانت إيران قد هاجمت السعودية بسبب إعدام النمر، مستخدمة لهجة تصعيدية غير مسبوقة.
واستهجنت السعودية "كافة التصريحات العدوانية الصادرة عن النظام الإيراني تجاه الأحكام الشرعية التي نفذت بحق الإرهابيين في المملكة"، حسبما أفاد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية لوكالة الأنباء السعودية (واس).
وأضاف المصدر بأن "نظام إيران آخر نظام في العالم يمكن أن يتهم الآخرين بدعم الإرهاب، باعتباره دولة راعية للإرهاب، ومدان من قبل الأمم المتحدة والعديد من الدول، ويؤكد ذلك إدراج عدد من المؤسسات الحكومية الإيرانية على قائمة الإرهاب في الأمم المتحدة".
وأشار المصدر إلى أن "تدخلات النظام الإيراني السافرة في دول المنطقة، شملت كلا من العراق واليمن ولبنان، وسوريا التي تدخلت فيها بشكل مباشر من خلال الحرس الثوري، والميليشيات الشيعية من لبنان ودول العالم، ونجم عنه مقتل أكثر من 250 ألف سوري بدم بارد، وتشريد أكثر من 12 مليون".
ولفت المصدر إلى القبض على خلايا تابعة لإيران في الآونة الأخيرة "قامت بتهريب المتفجرات والأسلحة إلى البحرين والكويت، والقبض على خلية تابعة لنظام إيران في السعودية، وذلك في ممارسات استهدفت المملكة ودول مجلس التعاون."