تتأهب قوات كردية لمعركة استعادة سنجار، شمال غربي العراق، من متشددي تنظيم داعش، الذين اجتاحوا المدينة، قبل أكثر من عام، وقتلوا واستعبدوا آلاف اليزيديين، وكان سقوط المدينة في يديهم دافعا لبدء حملة قصف بقيادة الولايات المتحدة.
ونقلت "رويترز" عن سكان في قرى واقعة على امتداد طريق رئيسي يؤدي إلى الجبل أنهم شاهدوا عشرات من عربات النقل العسكرية وهي تمر في الأيام الأخيرة، وعليها مقاتلو البشمركة الأكراد.
وقال مصدر أمني كردي إن الهجوم سيبدأ ما إن تتحسن الأحوال الجوية، وتستكمل عملية جمع الاستخبارات.
وأضاف المصدر أن التحدي سيتمثل في الدفاع عن المدينة بعد استردادها، لأن الهجوم سيفتح جبهات جديدة مع مقاتلي التنظيم.
ويرتبط البشمركة في سنجار أساسا بالحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي تتهمه جماعات أخرى، من بينها تنظيم داعش، بالسعي إلى احتكار السلطة.
وقال قائد الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني في سنجار: "نحن مستعدون (لمهاجمة مدينة سنجار) منذ عام. لكن صراعات سياسية حالت دونه... الحزب الديمقراطي الكردستاني يعمل مع الأميركيين، ولم يسمحوا لنا بالدخول".
وقد درب حزب العمال الكردستاني ميليشيا يزيدية في سنجار، حيث تعمل جماعات قبلية مستقلة عن غيرها. كما انضم بعض اليزيديين للبشمركة.
وبدوره قال سعيد حسن سعيد أحد قادة الميليشيا اليزيدية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني إن مئات يتوجهون إلى سنجار من المخيمات للمشاركة في الهجوم.
ويشرف على هجوم سنجار بصفة شخصية زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني رئيس إقليم كردستان، مسعود البرزاني.
أهمية استراتيجية
ولسنجار أهمية رمزية واستراتيجية، إذ تقع على الطريق الرئيسي الذي يربط مدينتي الموصل والرقة، اللتين تعتبران من معاقل داعش في العراق وسوريا.
وفي ديسمبر عام 2014 طردت قوات كردية داعش من منطقة شمالي جبل سنجار، لكن مقاتلي التنظيم يسيطرون على الجانب الجنوبي، حيث تقع المدينة.
وقد نفذ التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، ويستهدف التنظيم، 57 غارة جوية في سنجار، خلال الأسبوعين الأخيرين، دعما للبشمركة، ويبدو أن هذه الغارات تتم بالتنسيق مع الهجوم المزمع.