لم يكن موسما سعيدا بالنسبة للأهلي وعشاقه، لكن كتب التاريخ ستصنفه على الأرجح موسما استثنائيا خسر فيه العملاق المصري كل شيء تقريبا، وعاش خلاله الفريق على وقع تغيرات عاصفة لم يسبق أن هبت عليه بهذه الدرجة.
الأهلي، الذي دخل موسم 2014-2015 متوجا بلقب الكونفدرالية الإفريقية الأول في تاريخ الأندية المصرية، وحائزا على الدوري المحلي، بطولته المفضلة، اختار في يوليو 2014 الاستعانة بالإسباني الشاب خوان كارلوس غاريدو مدربا جديدا، ليعيش بعد ذلك القرار لعدة أشهر، وحتى هذه اللحظة، على صفيح ساخن.
تقاليد النادي
تولى غاريدو المسؤولية ليحقق الفريق لقب السوبر المحلي بفوز "بشق الأنفس" على الزمالك بركلات الترجيح، ثم تراجعت النتائج بطريقة درامية، إذ تعثرت مسيرة الفريق بالدوري المحلي، وخسر بطولة السوبر الإفريقي في مواجهة وفاق سطيف الجزائري، لتهب عواصف الغضب الجماهيري والإعلامي مطالبة بإقالة غاريدو، بينما مجلس إدارة النادي يعلن مرارا وتكراره إصراره على التمسك بما وصفها بـ"تقاليد الأهلي" التي تمنع تغيير المدرب في منتصف الموسم.
لكن إقصاء الفريق الأحمر من بطولة دوري أبطال إفريقيا في مرحلتها التمهيدية، لم تلبث أن عصفت بغاريدو وتصريحات إدارة الأهلي في آن، ليتولى القيادة مجددا المدرب الوطني المخضرم فتحي مبروك، في مهمة إنقاذ بدت للوهلة الأولى ناجحة، بعدما تحسنت نتائج الفريق تحت قيادته، لينجح في التغلب على غريمه الزمالك في قمة الكرة المصرية التقليدية، فيما بقي لقب الدوري عصيا جراء انطلاقة الفريق الكارثية بالمسابقة المحلية.
أزمة المدرب
تحسنت النتائج وتطور الأداء فراجت الدعوات تطالب بالإبقاء على مبروك في الموسم الجديد، وتندد بعبثية الاستعانة بمدرب أجنبي يرهق ميزانية النادي ويتقاضى مئات الآلاف، وتدين تجاهل "أبناء النادي" الذين برهنوا مرارا على أنهم الأفضل، والذين تقلدوا مرارا المسؤولية في فترات عصيبة فأعادوا، في معظم الأحيان، وضع الفريق على الطريق الصحيح.
لكن دعوات الإبقاء على مبروك لم تستطع على ما يبدو إقناع الإدارة الأهلاوية على الفور، ولعدة أسابيع بدا التأرجح واضحا "بين الوطني والأجنبي"، قبل أن يخرج رئيس النادي محمود طاهر قبل أسابيع معلنا قراره المنتظر: "مبروك سيبقى مع الفريق بالموسم الجديد"، ولا نية للتعاقد مع مدير فني أجنبي.
استجاب طاهر ورفاقه لنداء الشارع، وحسابات المنطق، بيد أن التطورات اللاحقة عادت مرة أخرى لتقلب الأوضاع رأسا على عقب، فقد عاد منحنى الفريق إلى الهبوط مجددا، وبطريقة درامية، بدأت بهزيمة قاسية أمام الزمالك في نهائي كأس مصر، ثم إقصاء عن بطولة الكونفدرالية بالخسارة ذهابا وإيابا أمام أورلاندو بايرتس الجنوب إفريقي، لتثور ثائرة الجماهير، ويأتي القرار الجديد، بالاستغناء عن مبروك وتعيين وطني آخر هو عبد العزيز عبد الشافي، في مهمة مؤقتة، لحين تعاقد "مؤكد هذه المرة" مع مدير فني أجنبي يقود الفريق بالموسم الجديد.
خسر الأهلي 3 بطولات في موسم واحد، بينما بقي تبدل المدربين وتباين التصريحات الرسمية مشهدا استثنائيا في موسم أحمر للنسيان.