مع دخول مسلحي تنظيم الدولة المتطرف إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، وسيطرتهم على أجزاء واسعة منه، يفتح المخيم صفحة جديدة قد تكون أكثر قتامة مما عاناه منذ اندلاع الصراع في سوريا.
فمنذ بدايات الاحتجاجات في سوريا حاول الفلسطينيون النأي بأنفسهم عما يدور هناك من صراع مسلح يسعى إلى إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن ذلك لم ينجح.
فكان المخيم في بدايات الاحتجاجات جزءا من الأحياء التي نظمت مظاهرات معارضة للأسد، قبل أن يدخله المسلحون مع تحول المظاهرات إلى صراع مسلح مع تعرضها للقمع، فنال المخيم ما نالته أحياء دمشق الجنوبية المعارضة من قصف واعتقالات.
وشهد المخيم فيما بعد معارك عدة بين القوات الحكومية والمسلحين الذين سيطروا على معظم أجزائه، قبل أن تنسحب منه القوات الحكومية وتحاصره لعدة أشهر ليعاني من نقص فادح في المواد الغذائية والأدوية تسبب بحوالي 200 وفاة، وتراجع عدد سكانه من نحو 160 ألفا إلى حوالي 18 ألفا.
وفي يونيو 2014، تم التوصل إلى هدنة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة داخل المخيم، ما سمح بتراجع وتيرة المعارك في محيط المخيم، وتخفيف إجراءات الحصار.
ولكن بقيت بعض القوى الفلسطينية مؤيدة للأسد أبرزها جبهة التحرير الفلسطينية – القيادة العامة بزعامة أحمد جبريل، فيما توترت علاقة حماس مع دمشق وغادر قادتها العاصمة السورية إلا أن بعضهم بقي في مخيم اليرموك، وتعرض أحدهم ويدعى يحيى الحوراني للاغتيال نهاية مارس 2015.
بعد الاغتيال بأيام، اندلعت معارك بين فصيل "أكناف بيت المقدس" الفلسطيني ومسلحي داعش في منطقة الحجر الأسود المحاذية لمخيم اليرموك، قبل أن يقوم التنظيم المتطرف باقتحام المخيم ومحاولة فرض السيطرة الكاملة عليه.