بعد أسبوع من عملية عاصفة الحزم، ظهر اسم محافظة حضرموت شرقي اليمن، للمرة الأولى الخميس، حيث شن مسلحو القاعدة هجوما على سجن مدينة المكلا، عاصمة المحافظة، وأطلقوا سراح 300 معتقل من التنظيم، من بينهم القيادي خالد باطرفي، المطلوب أمنيا من قبل السعودية.
واستغل مسلحو القاعدة حالة الفوضى التي تشهدها البلاد، عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، وأجزاء واسعة من جنوبي البلاد، في مهاجمة مراكز حيوية في هذه المحافظة الاستراتيجية، مثل مقر البنك المركزي.
وتكمن أهمية محافظة حضرموت الاستراتيجية بأن لها حدودا ممتدة مع السعودية شمالا، بالإضافة إلى إطلالتها من ناحية الجنوب على بحر العرب، فضلا عن أنها ثالث أكبر مدينة في البلاد بعد العاصمة صنعاء، وعدن.
ويغلب على التركيبة الديمغرافية للمحافظة الطابع القبلي، الذي يتمتع بامتداد اجتماعي في الجوار السعودي، إذ إن الحضارمة اتجهوا إلى وسط الجزيرة العربية في سبعينيات القرن الماضي.
وزادت أهمية حضرموت من الناحية الاقتصادية مع اكتشاف حقل المسيلة النفطي مطلع تسعينيات القرن المنصرم، إلا أن ذلك فاقم أيضا الخلافات بين القوى السياسية في البلاد، حيث طالب علي سالم البيض، بحكم ذاتي للمناطق التي كانت تشكل اليمن الجنوبي سابقا.
وينقسم الحضارمة سياسيا بشأن المطالب المتصاعدة بخصوص الرغبة في العودة إلى انفصال الشمال عن الجنوب، بعد نحو ربع قرن من الوحدة بين شطري البلاد.