يحظى يوم الجمعة بمذاق خاص وطعم مميز في شارع المتنبي الشهير وسط بغداد، فهو الرئة التي يتنفس من خلالها البغداديون ويعبرون عن آرائهم بحرية.
وتمتد جذور إنشاء الشارع إلى العصر العباسي حينما كان يسمى بسوق الوراقين، كون دكاكينه الصغيرة وبسطاته اختصت ببيع الكتب ومستلزماتها، فباتت من وقتها مقصدا لطلاب العلم والمعرفة والثقافة.
لكنه اليوم لبس حله جديدة, فالشارع العتيق صار أشبه بكرنفال جامع للأنشطة بكل أشكالها ومنبرا للرأي العام، بعد أن أصبح البغداديون جزءا لا يتجزأ من مشاهد العراق السياسية والفنية والثقافية والاجتماعية.
وبعد أن كان شارع المتنبي مقصدا للنخبة من فنانين ومفكرين وأدباء، بات اليوم وجهة رئيسة لعائلات تسعى لتنشئة أبنائها على حب الثقافة والأدب والفنون والاطلاع على النشاطات بكل أشكالها.
ويطوي البغداديون جمعتهم الحافلة في شارع المتنبي لينتهي بهم المطاف عند ضفاف دجلة حيث تنتظرهم الزوارق الفاخرة، وغالبا ما يكون مسك الختام أكل السمك المسكوف على الطريقة البغدادية بامتياز لتكتمل الجولة من كل جوانبها.