اتهمت الحكومة الأميركية، علنا، كوريا الشمالية بأنها تقف وراء الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها شركة سوني بيكتشرز مؤخرا، بسبب فيلم من إنتاج هوليوود، ينتقد الرئيس الكوري الشمالي كيم يونغ أون.
ووعد الرئيس باراك أوباما بالرد "بشكل مناسب" في وقت ما في المستقبل. وفي الوقت نفسه، نفت كوريا الشمالية أي مسؤولية، وأبدت نيتها لعرض المساعدة في إجراء تحقيق مشترك.
ولكن ماذا يمكن أن تفعل الولايات المتحدة للرد على الهجمات الإلكترونية التي أدت إلى تدمير العديد من أجهزة الكمبيوتر التابعة لسوني بيكتشرز فضلا عن تسرب نحو 200 غيغابايت من البيانات الداخلية لرسائل البريد الإلكتروني الخاصة بأسرار الشركة، وكذلك الممارسات الأمنية المحرجة لسوني؟
إذا كان هناك شيء واحد اتفق عليه الخبراء، فهو أن الجواب على هذا السؤال في غاية التعقيد.
فقد قال أحد الأعضاء المؤسسين لأول وحدة مشتركة للحرب الإلكترونية في البنتاغون، جيسون هيلي، لموقع "ماشابل" الأميركي: "عندما يتعلق الأمر بكوريا الشمالية، لا توجد خيارات جيدة".
وأوضح هيلي أنه إذا كان الهجوم لا يزال مستمرا، فلابد للولايات المتحدة أن تفعل شيئا لوقفه في الفضاء الإلكتروني. ولكن هذه ليست الحالة هنا، فالضرر بأجهزة سوني قد تم بالفعل، و عملية القرصنة انتهت.
أي أن الأمر لا يتعلق فقط بالأمن الإلكتروني. ولكن بكيفية معاقبة وردع دولة "منبوذة" تكافح الولايات المتحدة لمعاقبتها على مدى عقود، وفقا للموقع الإلكتروني الأميركي.
خيار الإنترنت
الحل الأكثر قابلية للتوقع يمكن أن يكون الرد بنفس السلاح، حيث ضرب كوريا الشمالية إلكترونيا. ولكن هناك العديد من المشكلات التي يثيرها هذا الخيار.
فالبنية التحتية للإنترنت لنظام كيم يونغ أون، محدودة للغاية، ولا يوجد العديد من الأهداف التي يمكن الوصول إليها وضربها، وفقا لكثير من الخبراء.
وهناك تعقيد إضافي يتمثل في أن وكالة الأمن القومي قد يكون لها موطئ قدم داخل شبكات كوريا الشمالية لأغراض المراقبة. وإذا استغلت الولايات المتحدة ذلك في هجوم إلكتروني، فإنها تخاطر بوكالة الأمن القومي واحتمال منعها من إجراء المزيد من أنشطة التجسس، وفقا للخبراء.