ولدت جانيت جرجس فغالي في عام 1927 في وادي شحرور بجبل لبنان، ومنه انطلقت إلى عالم الشهرة والفن قبل أن يغيبها الموت في صباح 26 نوفمبر 2014.. إنها صباح الشحرورة والصبوحة الأسطورة.
أدهشت الطفلة الشقية جانيت كل من استمع لصوتها، إلى أن أثارت انتباه المنتجة السينمائية الشهيرة، آسيا داغر، التي عمدت إلى قنح أبواب القاهرة إلى الشابة التي باتت تعرف باسم الصبوحة والشحرورة.
وبانتقالها إلى القاهرة، التي تعد عاصمة الفن السابع في العالم العربي، حازت الشحرورة، التي اشتهرت بصوتها العذب والرنان، على شهرة واسعة وباتت إحدى نجمات السينما، وأسرت القلوب بطلتها الجذابة.
ومنذ 1943، لعبت الصبوحة، التي استقرت لسنوات طويلة في القاهرة وحصلت على الجنسية المصرية، أدوار البطولة في أكثر من 83 فيلم مصري ولبناني، كما شاركت في أكثر من 27 مسرحية.
وإن كانت الشحرورة تهوى التمثيل، فإن شغفها الأول كان الغناء فقد أطربت العالم العربي بأكثر من 3000 أغنية، ولم تتوقف عن الشدو إلى حين أقعدها المرض قبل سنوات قليلة.
وفي منتصف سبعينيات القرن الماضي، غنت الصبوحة على مسرح الأولمبيا في باريس مع فرقة روميو لحود الاستعراضية، لتصبح ثاني فنانه عربية بعد أم كلثوم تقف على خشبة هذا المسرح.
كما شدت الشحرورة على مسارح عالمية أخرى، كأرناغري في نيويورك ودار الأوبرا في سيدني، وقصر الفنون في بلجيكا و قاعة ألبرت هول بلندن، وشاركت في الكثير من المهرجانات.
وارتبط اسم صباح بغناء المواويل والميجانا والعتابا والأغنيات البلدية الفولكلورية ومن ثم الأغنية المصرية، وغنت لكبار الملحنين مثل محمد عبد الوهاب وزكي ناصيف والأخوين رحباني وتوفيق الباشا وبليغ حمدي.
ولم تقتصر شهرة الشحرورة، التي تحمل أيضا الجنسيتين الأردنية والأميركية، على الغناء والتمثيل، فقد عرفت أيضا بكثرة زيجاتها، إذ اقترنت بتسعة رجال، أبرزهم نجيب شماس والد ابنها صباح شماس، وأنور منسي والد ابنتها هويدا.
ومن أشهر زيجات الصبوحة، اقترانها بالفنان المصري المميز رشدي أباظة لخمسة أشهر والفنان اللبناني وسيم طبارة، أما آخر أزواجها فكان الفنان اللبناني، فادي لبنان، الذي قضت معه 17 عاما.
وفي سنواتها الأخيرة، لم تتوقف الصبوحة عن الغناء لاسيما في البرامج التلفزيونية، إلا أن توقفت عن ذلك بسبب المرض والشيخوخة قبل أن يغيبها الموت في وطنها لبنان صباح 26 نوفمبر 2014.