وصل المسبار كيوريوسيتي المتجول على كوكب المريخ والتابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، الجمعة، إلى قاعدة جبل من الطبقات الصخرية والتي يشتبه العلماء في أنها تحمل أدلة على ما إذا كان هذا الكوكب، وهو الأكثر شبها بالأرض ضمن المجموعة الشمسية لديه المقومات التي تدعم وتحافظ على مؤشرات الحياة الميكروبية.
وكان هذا المسبار البالغ وزنه طنا قد هبط داخل حوض قديم في شهر أغسطس 2012 وسرعان ما اكتشف منطقة داخل موقع الهبوط "جيلكريتر"، والذي كان ملائما من الناحية الكيميائية والجيولوجية لنفس نوع الميكروبات آكلة الصخور والتي توجد عادة على الأرض.
ومع تحقيق الهدف الرئيسي لهذه المهمة، بدأ العلماء المهمة الأكثر صعوبة وهي إيجاد مواضع بيئية لا يمكن فقط أن تكون استضافت حياة، بل حافظت أيضا على مؤشرات على وجودها، وهو احتمال صعب نظرا لأن نفس هذه العمليات تجعل الصخور تميل إلى تدمير الكربون العضوي.
وحدد العلماء فرصة أفضل للنجاح تكمن داخل الصخور على جبل شارب وهو جبل ارتفاعه 5 كيلومترات ناشئ من وسط حفرة جيل كريتر.
وبعد 18 شهرا من انطلاق مهمة المسبار أعلن العلماء، الخميس، أن المسبار كيوريوسيتي وصل إلى قاعدة جبل شارب قبل الموعد المحدد بفضل قرار باتخاذ مسار بديل من شأنه أن يكون أكثر لطفا على عجلات المسبار التالفة.
وقال الجيولوجي، جون غروتزينغر، بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا إن كيوريوسيتي سيصل في غضون أسبوعين إلى نتوء صخري يسمى باهرومب هيلز حيث سيتم أخذ العينات الأولية للحفر في منطقة جبل شارب.
وأضاف غروتزينغر: "من الغريب أن الأضرار التي لحقت بعجلات المسبار دفعنا إلى طريق أبعد جنوبا ليكون أكثر أمانا لعجلاته وفور وصولنا إلى الموقع أدركنا أنه في الواقع مكان أفضل من مواصلة السفر نحو مدخل موراي بوتس".
وينبغي أن يرضي قرار التوقف عن القيادة والبدء في الحفر لجنة الإشراف في ناسا، التي انتقدت في وقت سابق من هذا الشهر فريق كيوريوسيتي لتغيير الأهداف العلمية للبعثة.