وكان محافظ الأنبار أحمد خلف الذيابي، أعلن في وقت سابق فرض حظر للتجوال في الرمادي، ابتداء من الساعة 8 مساء وحتى الساعة 7 صباحا بالتوقيت المحلي، بعد تجدد الاشتباكات في المدينة.

ويبدو الوضع الأمني مرتبكا تماما في محافظة الأنبار، بعد أن أوقف الجيش عملياته في المدن وحوّل إدارة العمليات فيها إلى الشرطة المحلية.

كانت الاشتباكات تدور بين مسلحي القاعدة بعد أن فرضوا سيطرتهم على عدد من مدن الأنبار، وبين قوات الشرطتين المحلية والاتحادية، ولم تتمكن هاتان القوتان من مواجهة مسلحي القاعدة فأخلت مواقعها التي تحصنت بها.

ونجح بالتالي مسلحو القاعدة في احتلال وتدمير عدد من مراكز الشرطة وإطلاق سراح معتقلين فيها.

وأدى انسحات قوات الشرطة واكتفاء الجيش بعمليات في محيط المدن وعمق الصحراء تلبية لنداءات حكومة الأنبار المحلية، ومعها شيوخ العشائر، إلى تسهيل سيطرة القاعدة داخل المدن.

وفرض هذا الواقع تحالفا غير معلن بين مسلحي العشائر وقوات الأمن العراقية، يقوم بموجبه أبناء العشائر بمقاتلة مسلحي القاعدة داخل المدن.

غير أن كثيرا من الأطراف السياسية والشعبية في الأنبار ترى أنه لا مناص من تدخل الجيش، الذي يبدو أنه يستعد لمواجهة قاسية تدل عليها أرتال المدرعات وناقلات الجند التي تصل إلى الأنبار من مختلف المدن.

ويدور قتال عنيف بين وقت وآخر في مدينتي الرمادي والفلوجة كبرى مدن محافظة الأنبار، والأخبار على شحتها والصور على قلتها، تشير إلى أن جبهة القتال مستعرة حاليا بين مسلحي العشائر من جهة ومسلحي القاعدة من جهة أخرى.

ويدرك الطرف الأول في هذه المواجهة أنه يدرأ عن نفسه تهمة تحاول بعض الأطراف السياسية إلصاقها به، وهي التطرف والعمل لحساب القاعدة ورفع السلاح في وجه الدولة، ويرد على ذلك بالرصاص ضد القاعدة، وبدعم الأجهزة الأمنية من خلال تحرير المدن ومراكز الشرطة من قبضة القاعدة وتسليمها للحكومة المحلية لإدارتها مجددا.

هو أمر نجح في إعلان مدينة الرمادي كاملة خالية من عناصر القاعدة، كما أعلن آمر قوة التدخل السريع في الرمادي مساء الخميس.

وتحاول قوات الأمن الواقفة على حافة المدن تكرار الأمر ذاته في مدينة الفلوجة، غير أن يجهز لعملية حشدت لها كما تشير بعض المصادر الأمنية، ما يقرب من 1200 آلية عسكرية ما بين دبابة وناقلة جند، وأكثر من 35 ألف جندي وفرد أمن، وعدد من المروحيات القتالية.

اعتقال زعيم "جيش المختار"

ومن جهة أخرى، اعتقلت قوة أمنية عراقية في بغداد، الخميس، واثق البطاط زعيم جماعة "جيش المختار" التي تبنت في نوفمبر إطلاق قذائف هاون، سقطت قرب مركز تابع لحرس الحدود السعودي في منطقة حدودية مع العراق.

وقال ضابط برتبة عقيد في وزارة الداخلية: "اعتقلت قوة أمنية واثق البطاط في شارع فلسطين" شرقي بغداد.

وكان قائد الفرقة الذهبية للعمليات الخاصة اللواء فاضل جميل البرواري قد قال الثلاثاء، إن فرقته اعتقلت اثنين من أشقاء واثق البطاط، وإنها "ستلاحقه في كل مكان".