أفادت مصادرنا في سوريا بأن "اشتباكات عنيفة وقعت الخميس بين عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" ولواء عاصفة الشمال وألوية مسانده له تابعة للجيش السوري الحر في مدينة اعزاز بريف حلب".
وقالت مصادر محلية لـ"سكاي نيوز عربية" إن اشتباكات عنيفة تشهدها مدينة اعزاز بعد هدوء استمر عدة ساعات إثر وصول عدد من كتائب الجيش الحر إلى المدينة لمساندة لواء عاصفة الشمال في مواجهة "داعش".
وأضافت المصادر أن لواء التوحيد، الذي يعد أكبر ألوية الجيش الحر في ريف حلب الشمالي "أعلن استنفار عام لعناصره في إعزاز وطالبت قيادته من كافة الألوية المشاركة في المواجهات بضبط النفس في محاولة للوصول إلى حل سلمي يجنب الجميع شلالاً من الدماء".
وكانت مدينة اعزاز شهدت بعد ظهر الأربعاء مواجهات راح ضحيتها أكثر من 20 قتيلاً من عناصر لواء عاصفة الشمال و"داعش" التي تمكنت من السيطرة على أغلب أجزاء المدينة.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وصول تعزيزات من لواء التوحيد إلى اعزاز.
وذكر متحدث باسم لواء التوحيد، يقدم نفسه باسم "أبو الحسن" لوكالة فرانس برس في اتصال عبر سكايب، أن "لواء التوحيد سيعمل على تهدئة الأمور"، مضيفاً "نسعى جهدنا لفض هذا الخلاف. يجب الوصول إلى حل يرضي الجميع وتشكيل لجنة تحكم بين الطرفين، وتحقيق المطالب الشعبية".
وكان "لواء عاصفة الشمال" طالب "لواء التوحيد" بالتدخل في اعزاز ورد المهاجمين.
وقال المتحدث إن "سكان اعزاز مستاؤون، ويطالبون بانسحاب داعش من اعزاز وتوجهها إلى جبهات القتال".
وعبر سوريون عن غضبهم من سيطرة الدولة الاسلامية في العراق والشام على اعزاز من خلال حملة على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت.
وتحت عنوان "داعش لا تمثلني"، قال أحدهم على موقع تويتر "أتمنى أن تكون اعزاز مقبرة داعش".
وقال آخر إن "داعش أخذت وكالة رسمية من نظام الأسد: مهاجمة مشاف ميدانية، اعتقال أطباء، قتل ناشطين...".
وأكد ناشطون أن سبب اندلاع المعارك الأربعاء كان أن عناصر من "داعش" هاجموا مشفى ميدانياً في اعزاز وأرادوا اعتقال "طبيب ألماني"، فتصدى لهم مسؤولو المشفى ومقاتلون، ما تسبب بمقتل اثنين منهم. وعلى الإثر بدأت المعارك.
إلا أن أنصار الدولة الاسلامية على مواقع التواصل يوردون رواية أخرى مفادها أن "كتائب عاصفة الشمال قامت بمرافقة شخص ألماني قام بتصوير مقار للدولة"، ما دفع الأخيرة إلى التصدي له ومحاولة توقيفه، لكن "الألماني الكافر تمكن من الفرار"، من دون أن تذكر أنه طبيب أو غير ذلك. ويأخذ انصار الدولة على مقاتلي "عاصفة الشمال" تعاونهم مع الغرب، مشبهين إياهم بـ"مجالس الصحوات" في العراق.
وتتكرر منذ أشهر الحوادث والمواجهات المسلحة بين مقاتلين "مجاهدين" والكتائب المقاتلة تحت لواء الجيش الحر، إلا أنها المرة الأولى التي يتمكن فيها "المجاهدون" من السيطرة على مدينة كانت بعهدة الجيش الحر.
واعزاز هي من أولى المناطق التي تمكن الجيش الحر من انتزاعها من أيدي القوات الحكومية في يوليو 2012، بعد أشهر قليلة من تحول حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الأسد إلى نزاع عسكري.