ومشروع القرار الذي أرسل إلى الكونغرس بعيد ساعات على إعلان الرئيس باراك أوباما عن قراره بالرجوع إلى ممثلي الشعب في هذه الخطوة العسكرية، يؤكد على أن دعم الكونغرس من شأنه أن "يرسل رسالة واضحة عن موقف أميركا الحازم" حيال هذه المسألة.

وينص مشروع القرار على أنه "يسمح للرئيس باستخدام القوات المسلحة الأميركية بما يراه ضروريا ومناسبا في ما يتصل باستخدام أسلحة كيماوية أو أسلحة دمار شامل أخرى في النزاع السوري"، وفقا لوكالة "رويترز".

ويحدد النص هدفين لاستخدام القوة العسكرية أولهما يقول إن "الهدف من استخدام القوة العسكرية في إطار هذا التفويض يجب أن يكون منع أو ردع عملية استخدام أو انتشار أي سلاح من أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك السلاح الكيماوي (بما في ذلك نقله إلى مجموعات إرهابية أو أطراف أخرى حكومية أو غير حكومية) سواء في داخل سوريا أو منها أو إليها".

أما الهدف الثاني فهو "حماية الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها من أي تهديد تشكله هذه الأسئلة"، إذ يرمي استخدام القوة إلى "ردع ومنع ووقف والحد من القدرة على استخدام أسلحة كيماوية أو أسلحة دمار شامل أخرى في المستقبل".

ومن المفترض أن يناقش مشروع القرار هذا أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، كل على حدة، علما بأن الكونغرس لا يزال في عطلة الصيف وسيستأنف اجتماعاته في التاسع من سبتمبر الجاري.

 تصويت الكونغرس

وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، هاري ريد، إن المجلس سيجري تصويتا على إجازة استخدام الرئيس باراك أوباما قوة عسكرية محدودة ضد سوريا في موعد لا يتجاوز أسبوعا من التاسع من سبتمبر.

وأضاف ريد أن المجلس سيعقد جلسات علنية بشأن هذه القضية هذا الأسبوع مع كبار مسؤولي إدارة أوباما وسيعقد جلسات سرية وغير سرية لاطلاع أعضاء مجلس الشيوخ على التطورات خلال الأسبوع.

وذكر ريد في بيان: "اعتقد أن استخدام القوة العسكرية ضد سوريا مبرر وضروري وأن الرئيس السوري بشار الأسد ارتكب (أعمالا وحشية) ضد المدنيين بشن هجوما بالأسلحة الكيماوية".

وقال جون بونر رئيس مجلس النواب والمسؤولون الجمهوريون الآخرون في بيان: "نرحب بكون الرئيس طلب الإذن لتدخل عسكري في سوريا".

وقال مسؤولون أميركيون كبار لـ"رويترز" إن البيت الأبيض يعتقد أن الكونغرس سيصوت بالموافقة على ضربة عسكرية ضد سوريا، وأضافوا أن أوباما سيناقش مبررات أميركا لعمل عسكري في سوريا مع زعماء العالم في قمة العشرين الأسبوع المقبل.

وأوضح المسؤولون أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري تحدث إلى المعارضة السورية لتأكيد تصميم واشنطن على محاسبة سوريا على استخدام الأسلحة الكيماوية.

وقال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور ميتش ماكونيل، إن دور أوباما كقائد أعلى للقوات المسلحة سيقوى عندما يحصل على دعم النواب.

يشار إلى أن عددا من النواب الأميركيين طالبوا أوباما بأن يشرك الكونغرس في القرار بموجب قانون سلطات الحرب.

ومجلسا النواب والشيوخ متساويان في الولايات المتحدة، ما يعني أنهما سيصوتان على المشروع نفسه لتصبح له قوة القانون، ويتمتع الديمقراطيون بغالبية في مجلس الشيوخ في حين يهيمن الجمهوريون على مجلس النواب منذ يناير 2011.

أوباما: أريد تفويضا لضرب سوريا

وكان أوباما السبت، قال إنه "سوف يسعى للحصول على تفويض من ممثلي الشعب الأميركي في الكونغرس قبل توجيه ضربة عسكرية لسوريا".

وأوضح أوباما أن المسألة ستطرح للنقاش والتصويت في الكونغرس، قبل إقرار "ضربة لن تكون مفتوحة أو طويلة الأمد ولن تشارك بها قوات برية" ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال أوباما إن قادة عسكريين أميركيين أخبروه "أننا نستطيع تنفيذ الضربة في أي وقت"، مشيرا إلى أن "تنفيذ هذه الضربة لا يرتبط بوقت. قد يكون غدا أو الأسبوع المقبل أو بعد شهر".

واتهم الرئيس الأميركي النظام السوري بقتل المئات بغازات سامة، في هجوم على الغوطة الشرقية بريف دمشق في 21 من أغسطس الجاري، مشيرا إلى أن السكوت على هذا الهجوم "قد يؤدي إلى تصعيد استخدام الأسلحة الكيماوية أو وصولها إلى منظمات إرهابية".

وأشار أوباما إلى أن النظام السوري يهدد حلفاء أميركا في المنطقة، كما يهدد الأمن القومي الأميركي.

وقال إن الولايات المتحدة "ستحاسب الأسد من دون تفويض دولي"، متسائلا: "ما الرسالة التي سنبعثها إذا ما قام ديكتاتور بارتكاب مجزرة، وكيف سنرد على الآخرين الذين ينتهكون القانون الدولي ويرتكبون جرائم ضد الإنسانية؟".

لكنه أوضح قائلا: "علينا أن نكون حذرين ودقيقين بشأن الضربة"، مشددا على أن واشنطن مستمرة في دعم الشعب السوري.

وقال إنه يجب إظهار جدية للولايات المتحدة في تنفيذ التزاماتها.

ماكين ينتقد "ضربة تجميلية"

من جانبه، انتقد السيناتور الأميركي جون ماكين عزم أوباما توجيه ما سماها "ضربة تجميلية" إلى سوريا، داعيا إلى تدخل أميركي أكبر.

وقال ماكين في حديث إلى شبكة إن بي سي: "إنه الرئيس نفسه الذي كان يقول قبل سنتين إن على بشار الأسد أن يتنحى، وهو الرئيس نفسه الذي قال إن استخدام الأسلحة الكيماوية يعتبر تجاوزا للخط الأحمر. هل رسم الخط الأحمر بحبر خفي؟".

ويدعو ماكين منذ أشهر عدة إلى تسليم المعارضين السوريين السلاح وإقامة منطقة حظر جوي، ودخول الأراضي السورية من تركيا في مايو الماضي، حيث التقى رئيس أركان الجيش السوري الحر سليم إدريس.

كاميرون: أؤيد أوباما

إلى ذلك، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه يؤيد موقف الرئيس الأميركي بخصوص سوريا بعد أن قال الأخير إنه سيطلب إجراء تصويت في الكونغرس على القيام بعمل عسكري ردا على الهجوم الكيماوي الذي وقع في الآونة الأخيرة.

وكانت خطط كاميرون الرامية لانضمام بريطانيا إلى أي ضربة عسكرية محتملة باءت بالفشل مساء الخميس عندما رفض البرلمان البريطاني اقتراح الحكومة بالتفويض بهذا العمل مبدئيا.