أعلنت الولايات المتحدة أنها "مستعدة للتعاون مباشرة" مع طهران بشأن ملفها النووي بعد فوز حسن روحاني، المحسوب على التيار الإصلاحي، برئاسة إيران.
وجاء في بيان للبيت الأبيض أن هذا الالتزام "يهدف إلى إيجاد حل دبلوماسي من شأنه تبديد قلق المجتمع الدولي فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني".
ورغم اعتباره أن "الانتخابات شابها انعدام للشفافية ورقابة على وسائل الإعلام والإنترنت في إطار عام من الترهيب قيد حرية التعبير والتجمع"، أشاد البيت الأبيض بـ"شجاعة الإيرانيين لإسماع صوتهم"، معربا عن أمله في "أن تأخذ القيادة الجديدة في الاعتبار إرادة الإيرانيين وتقوم بخيارات مسؤولة تحمل مستقبلا أفضل لجميع الإيرانيين".
وفاز روحاني (64 عماما) بالانتخابات الرئاسية، منهيا 8 أعوام من حكم المحافظين في الجمهورية الإسلامية، وفق ما أعلن وزير الداخلية الإيراني، السبت.
وأوضح الوزير مصطفى محمد نجار خلال إعلان النتائج النهائية أن روحاني حصل على 18.6 مليون صوت، أي 50.68 في المائة في الدورة الأولى للانتخابات، متقدما على 5 مرشحين محافظين. ولفت إلى أن نسبة المشاركة بلغت 72.7 %.
ومع أنه يمثل المرشد الأعلى علي خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي، فإن روحاني يدعو إلى مرونة أكبر في التعامل مع الغرب، وأشار خلال حملته إلى مباحثات مباشرة محتملة مع الولايات المتحدة.
ورحب خامنئي، من جهته، بانتخاب روحاني رئيسا جديدا للبلاد.
ترحيب ومخاوف
وقد أبدى المجتمع الدولي استعداده للتعاون مع روحاني، معربا في الوقت نفسه عن أمله في أن يلبي الرئيس الجديد تطلعات الأسرة الدولية إلى تعاون تام من جانب طهران في ملفها النووي إضافة إلى موقفها من النزاع السوري.
ووجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "تهنئة حارة" إلى روحاني، مؤكدا أنه "سيواصل حض إيران على لعب دور بناء في القضايا الإقليمية والدولية"، مشيدا بـ"نسبة المشاركة العالية" في التصويت التي بلغت بحسب السلطات الإيرانية أكثر من 72%.
من ناحيتها أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أن الاتحاد "عازم" على العمل مع روحاني حول الملف النووي لبلاده.
وقالت آشتون في بيان: "تمنياتي لروحاني بالنجاح في تشكيل حكومة جديدة وفي مسؤولياته الجديدة. أنا مازلت عازمة بقوة على العمل مع القادة الإيرانيين الجدد من أجل التوصل سريعا إلى حل دبلوماسي للمسألة النووية".
بدوره قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن باريس "أخذت علما بانتخاب حسن روحاني" وهي "مستعدة للعمل" معه خصوصا حول الملف النووي و"انخراط إيران في سوريا"، مشيدا بـ"تطلع الشعب الإيراني الذي لا يتزعزع إلى الديموقراطية".
أما بريطانيا فدعت الرئيس المنتخب إلى "وضع إيران على سكة جديدة"، عبر "التركيز على قلق المجتمع الدولي حيال البرنامج النووي وعبر الدفع باتجاه علاقة بناءة مع المجتمع الدولي وتحسين الوضع السياسي ووضع حقوق الإنسان".
كما رأى وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي في انتخاب روحاني تصويتا لصالح "إجراء إصلاحات ولسياسة خارجية بناءة"، معربا في بيان مقتضب عن أمله في "أن تتعاون القيادة الجديدة لهذا البلد في هذا الاتجاه من أجل إيجاد حلول للقضايا الدولية والإقليمية".
كذلك أعربت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو عن أمل روما في تطوير العلاقات الثنائية وفي قيام حوار بناء بين إيران والمجتمع الدولي بعد انتخاب روحاني، مؤكدة "ارتياح" روما لكون الانتخابات الرئاسية في إيران تمت بطريقة "سليمة".
الملف السوري
وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، دعا الائتلاف السوري المعارض الرئيس الإيراني الجديد إلى إعادة النظر في موقف إيران التي تدعم حكومة الرئيس بشار الأسد.
ويشار إلى أن الملفين السوري والإيراني سيكونان في صدارة جدول أعمال قمة الدول الثماني التي تستضيفها بريطانيا الاثنين، ويحضرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، أحد أهم داعمي حكومة الأسد.
إسرائيل: السياسة النوويية بيد خامنئي
وفي المقابل، قللت إسرائيل من دور الرئيس الإيراني المنتخب، مؤكدة أن سياسة إيران النووية يحددها المرشد الأعلى علي خامنئي.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان إن "البرنامج النووي لإيران قرره حتى الآن خامنئي وليس الرئيس الإيراني"، مشيرة إلى أنه "سيستمر الحكم على إيران استنادا إلى أفعالها في المجال النووي كما في مجال الإرهاب. على إيران أن تتجاوب مع مطالب المجتمع الدولي بوقف برنامجها النووي والكف عن نشر الإرهاب في العالم".