أثار ترشح الفريق أحمد شفيق الكثير من الجدل في الأوساط السياسية والقانونية بمصر، حيث انقسمت نظرة المصريين إليه، فالبعض يراه الرجل الذي يملك القدرة على أن يؤلف بين شتى المتناقضات من أجل الصالح العام، بينما يراه آخرون أحد رجال نظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك.
أعلن شفيق ترشحه كمستقل لانتخابات الرئاسة المصرية في نوفمبر 2011، ولكن لجنة الانتخابات استبعدته بموجب قانون العزل السياسي الذي صدق عليه المجلس العسكري الحاكم في البلاد في 24 أبريل 2012، ثم أعيد لسباق الرئاسة بعد يومين من طعنه على القانون مستندا إلى أن القانون الجديد غير دستوري.
وجهت له اتهامات بالفساد بعد إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية، حيث تقدم عدد من العاملين بوزارة الطيران المدني وشركة مصر للطيران في 12 مايو 2012 بـ24 بلاغا إلى النائب العام يتهمونه بإهدار المال العام في مشروع تجديد مطار القاهرة الذي بلغت تكلفته 3.3 مليار جنيه بقروض من البنك الدولي، ومحاباة علاء وجمال مبارك الشريكان في شركة موفنبيك.
كما اتهمه النائب بمجلس الشعب المصري عصام سلطان ببيع 40 ألف فدان و38 مترا تقع على البحيرات المرة لنجلي الرئيس آنذاك، محمد حسني مبارك، بسعر أقل من سعرها الحقيقي.
ونفى شفيق من جانبه اتهام سلطان ووصفه أنه "يحمل مغالطات وغشا وتدليسا"، كما هاجم شفيق سلطان واتهمه بأنه كان مندوبا لجهاز أمن الدولة لنقل معلومات عن الحركات الاحتجاجية المعارضة للنظام.
أصدر شفيق برنامجه الانتخابي بعنوان ( عصر جديد - وطن أفضل ..لأمه عظيمة) ، واصفا إياه بأنه ( عقد مع الشعب المصري)، مؤكدا علي السعي من أجل تحقيق أهداف ثورة ٢٥ يناير(العيش - الحرية - العدالة – الكرامة).
ويركز في برنامجه على مشكلة البطالة وعلاج آثارها وطرح مجموعة من الخطوات الإجرائية والاقتصادية المختلفة في هذا الاتجاه، كما أشار إلى تعيين 6 مفوضين رئاسيين لشئون النيل ولتنميه الصعيد ولتطوير العشوائيات وللمنطقة الخاصة في قناة السويس ولمكافحه الفساد وللتطوير الديمقراطي ومنع التمييز.
ولد شفيق بالقاهرة في منطقة الكوربة بمصر الجديدة في 25 نوفمبر 1941، وترجع أصوله لمنطقة قطيفة مباشر - الإبراهمية بمحافظة الشرقية، وكان جده زكي إبراهيم عمدة قرية قطيفة مباشر، تخرج في مدرسة مصر الجديدة الثانوية والتحق بالكلية الجوية، حيث نشأ في عائلة ميسورة الحال ومتدينة مكونة من 5 أفراد.
تخرج من الكلية الجوية عام 1961، ثم عمل بعدها كطيار في القوات الجوية، وشارك في حربي الاستنزاف وأكتوبر.
حصل على زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا وزمالة كلية الحرب العليا للأسلحة المشتركة بباريس ودكتوراه الفلسفة في الاستراتيجية القومية للفضاء الخارجي.
عمل في سفارة مصر بإيطاليا كملحق عسكري خلال الفترة من عام 1984 إلى عام 1986.
في عام 1991 عين رئيسا لأركان القوات الجوية، وفي أبريل من عام 1996 عين قائدا للقوات الجوية، واستمر في هذا المنصب مدة 6 سنوات.
منذ مارس 2002، تولى شفيق وزارة الطيران المدني ليبدأ العمل والتجربة التي طالما يستند إليها في إبراز نجاحاته وقدراته، فطالما يكرر دائما أنه نجح في الصعود بمطار القاهرة للعالمية ويستطيع أن يعيد التجربة إذا نجح في الرئاسة.
نال شفيق عدة أوسمة، منها الجمهورية العسكري من الدرجتين الثانية والأولى. والخدمة المتميزة، و25 أبريل، والخدمة الطويلة، وعيد الجيش، وتحرير الكويت.
برز اسمه من بين الأسماء المرشحة لخلافة الرئيس السابق حسني مبارك لرئاسة مصر، وظهر ذلك بصحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها تحت عنوان "منافس جديد يبرز في مصر" نشرته في ديسمبر من عام 2010.
وفي 29 يناير 2011 كلفه الرئيس مبارك بتشكيل حكومة جديدة بعد استقالة حكومة أحمد نظيف كمحاولة لتخفيف حركة المظاهرات والاحتجاجات الشعبية الواسعة التي ضربت البلاد.
بعد تنحي الرئيس مبارك عن الحكم وتسلم المجلس الأعلى للقوات المسلحة للسلطة في 11 فبراير سقطت حكومته، إلا أن المجلس الأعلى قرر استمرار عملها لتسيير الأعمال وذلك حتى يتم تشكيل حكومة جديدة.
وفي يوم 3 مارس 2011 تقدم باستقالته للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم، وذلك قبل يوم واحد من مظاهرات مليونية دعت لها عدة حركات سياسية علي رأسها الإخوان المسلمين في مصر وحركة شباب 6 أبريل وائتلاف شباب الثورة من أجل الإطاحة بحكومته والتي اعتبروها من بقايا نظام مبارك.
يرى بعض السياسيين أن تولي شفيق رئاسة وزراء مصر قد أصابه بلعنة هذه المرحلة الحرجة فجعلته يواجه الكثير من الانتقادات منها حدوث موقعة الجمل في فترة توليه هذا المنصب، ولم ينته الجدل حول شفيق فلا يزال يثار حوله بين الحين والآخر أنه المرشح الذي تدعمه المؤسسة العسكرية.